• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأغاني السلبية؟!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الأغاني السلبية؟!!

قال: لماذا تستمع للأغاني القديمة؟
قلت: وهل توجد أغاني غيرها؟!!
قال مندهشا: كيف تقول ذلك والأغاني الجديدة منتشرة في المواقع ومحطات البث والتواصل المتنوعة؟
قلت: تعني الأغاني الكظيمة؟!
قال: أنت مستاء ولا ترحب بالجديد!!
قلت: الأغاني التي تسميها قديمة , أصيلة في كلماتها وألحانها ومعانيها وأنغامها ومطربيها ومطرباتها.
أما ما تسميه أغانيَ جديدة , فلا طعم بكلماتها وألحانها وأنغامها.
قال: هذه أغاني لها  محبيها وعشاقها.
قلت: لو تمعنت بها لوجدتها فقيرة , ولا تساهم بإطراب النفوس وبث البهجة والأمل والحماس , وكل ما تردده عن البؤس واليأس والتكسير النفسي والتدمير الروحي والذوقي.
إنها لا تقوم بدور إنساني بنّاء , فهي تمزق النفوس وتدعو الناس للبكاء والأنين والتأوّه وإطلاق الحسرات.
إنها أغاني سلبية تقتل روح الحياة , وتزهق إرادة الصيرورة والتخلق والإنطلاق.
فهل وجدتَ أغنية ذات قيمة إستنهاضية وإيقاظية وتبصيرية؟!
قال: أنت متفلسف!
قلت: للأغنية والموسيقى دور حضاري وتوعوي في المجتمعات البشرية , وهي قوة فعالة وطاقة وثابة تأخذ بعقول وأرواح وقلوب ومشاعر الناس إلى الغد الأفضل , وتعلمهم حب الجمال .
فماذا تريد قوله أغانينا وموسيقانا؟!
إنها تريد أن تستلطف الويلات والتداعيات , وما يدور في الواقع البشع من تفاعلات أثيمة مناهضة للحب والجمال والحياة.
إن الأغنية العربية فقدت دورها وقيمتها , وما عادت ذات تأثير إنساني وتجديد فكري ومعنوي , إنها أغنية قتّالة تساهم في إنقراض الوجود العربي!!
قال: أنت متحامل على الأغنية.
قلت: بل أن الأغنية هي المتحاملة على وجودنا والعاجزة عن القيام بدورها وريادتها في المجتمع.
قال: ماذا تقصد؟
قلت: المجتمعات الإنسانية تهذبها الموسيقى وتحقق الإنسجام الداخلي في أعماقها , والأغنية تمدها بروعة الكلمة وصدق المعنى.
وما تسمعه من الأغاني العربية لا يقوم بهذا الدور , وإنما هي كلمات منفصلة عن الحاضر والمستقبل , وألحان محلقة في فضاءات العبثية واللاجدوى!!
قال: حيّرتني!
قلت: وهكذا حيّرتني الموسيقى والأغاني التي تساهم في ترسيخ وتنامي إنهيارات الوجود العربي.
فلماذا لا نؤلف الأغاني الإيجابية المعبرة عن صناعة الحياة , بدلا من الأغاني البكائية النواحية الساعية لتدمير روح أكون؟!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74656
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20