• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : الوحيد الخراساني لأزهر مصر: أي عقل وكتاب يوافق مذهبكم ؟ .
                          • الكاتب : شعيب العاملي .

الوحيد الخراساني لأزهر مصر: أي عقل وكتاب يوافق مذهبكم ؟

البحث العقائدي لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله صبيحة هذا اليوم الأربعاء 16 ربيع الثاني 1437 هـ، الموافق 27-1-2016 م.

بسم الله الرحمن الرحيم
كان البحث في هذا المطلب وهو أنه ينبغي النظر في مباني اعتقادات العامة، وما هي، وينبغي تحقيق تلك المباني بلسان الحكمة وموازين العقل والكتاب والسنة.

والبحث في هذه الرواية التي نقلها الذهبي في التذكرة في المجلد الأول في حالات الثاني: لو كان بعدي نبي لكان فلان.
وهذه النسبة للخاتم (ص) مردودة عقلاً وكتاباً وسنةً.

هذا المذهب مذهب العلم والحكمة، وليس مذهب السب والشتم في البحث، إنما المنطق والعقل والكتاب والسنة القطعية، والمرجع في البحث ينحصر بهذه الأمور.
وقد تقدّم البحث في بعض هذه الأقسام، وأن البحث في المقتضي والمانع هو القانون العقلي في كل الأمور، فينبغي أن يتحقق ويوجد المقتضي لأي أمر ويُفقَد المانع حتى يتم التحقق في ذلك الأمر.

وبطلان هذا الحديث ونسبته له (ص) مبني على هذا المنطق: إذ في الأمة فرد أعلى وآخر أدنى، وينبغي المقارنة مع الأعلى ومع الأدنى.. هذا سير الحكمة والبرهان.

أما أعلى الأمة، فهو عليّ بن أبي طالب، فينبغي النظر بما فعل هذا الرجل وما قال ؟
لما رجع عدة من الحجاج من مكة، وجاؤوا مسجد الرسول (ص): من هو خليفة النبي ؟ فقد عرضت لنا مسألة في الحج ونحن مبتلون بها، فهل نحن محرمون أم لا ؟ وهل الحج صحيح أم باطل ؟
فلما جاؤوا إلى من جلس مكانه قالوا: كنا مجموعة في حال الاحرام فأصبنا بيض نعام فكسرناه وأكلنا، فما تكليف حجنا ؟ وما وضع احرامنا ؟
نص الكلام الذي نقله أعاظم المحدثين من العامة هو هذا:
قال: (اتبعوني)..
أنا أمامكم فتعالوا خلفي، وذهبوا خلفه إلى أن وجد أمير المؤمنين عليه السلام وكان يسوي التراب بيده..
فذكروا له ما جرى، فقال (ع): يضربون الفحل قلائص (النياق الشابة) أبكارا بعدد البيض فما نتج منها أهدوه.
وبعد أن بيّن الحكم، قال هذا الرجل نفسه لباب مدينة علم الرسول: فإن الإبل تخدج.
قال أمير المؤمنين: والبيض يمرض.
لما سمع هذا الجواب قال: إلهي لا أبقيتني لمعضلة ليس لها أبو الحسن. (أللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو حسن إلى جنبي) (تاريخ مدينة دمشق ج53 ص35 ونظم درر السمطين ص130، وذخائر العقبى ص82 وغيرها)
هذا أعلى الأمة.

والبحث مع إمام الناقدين، الذهبي ونقله: لو كان نبي بعدي لكان فلان.
فهل تصح نسبة هذا الحديث للخاتم (ص) مع هذا المستوى العلمي ؟
هذا أعلى الأمة، أما أدناها..
فقد: مر (عمر بن الخطاب) يوما بشاب من فتيان الأنصار وهو ظمآن ، فاستسقاه ، فجدح (خلط) له ماء بعسل فلم يشربه ، وقال : إن الله تعالى يقول : ﴿أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ﴾
فقال له الفتى : يا أمير المؤمنين ، إنها ليست لك ولا لأحد من هذه القبيلة، اقرأ ما قبلها : ﴿ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ﴾
فقال عمر: كل الناس أفقه من عمر ! (شرح النهج ج1 ص182)
فاطلاع هذا الشاب على القرآن أكثر من خليفة النبي (ص) !!

أيها الذهبي، هل هذا هو العلم ؟ هل هذا هو المنطق ؟ أن تنقل حديثاً عن النبي (ص) ؟ إلى هذا الحد لا تفكر أن هذا الحديث موضوع عن لسان الخاتم ؟ ويستحيل أن يقول رسول الله عن مثل هذا: لو كان نبي بعدي لكان عمر !
وهذا برهانٌ قاطع على البطلان..
والمهم هو أنا ونتيجة الجهل نضيع أنفسنا !
هذا الذهبي.. ليرجع الجميع إلى تذكرة الحفاظ..
أولاً: من هو الذهبي ؟ إمام الناقدين، إمام أهل الرجال ونقد الحديث هو هذا..
يقول في حال عمر عن النبي (ص): لوكان بعدي نبي لكان عمر.
وقبل ذلك بورقة يكتب في حالات أبي بكر وأول جملة هي: (أفضل الأمة) أبو بكر بن أبي قحافة !

أيها الذهبي، كل عاقل، ليس كل عالم، بل كل عاقل يدرك هذا المقدار: من أن ترجيح المرجوح على الراجح قبيح عقلاً، وقبح ترجيح المرجوح على الراجح ثابت بالضرورة والبرهان من العقل والكتاب والسنة.
أما من الكتاب: ﴿فَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس : 35]
هذا نص القرآن.. وهذا شأن عمر.
وهذا ابن ابي الحديد ينقل هذه القضية مع الشاب، والحجة تامة بهذا الشكل..
يا ابن ابي الحديد: بأي ميزان تقدم هذا الجاهل الذي يقرّ على نفسه بأن كل الناس أفقه منه، كيف تعده خليفة أعلم الأنبياء؟
هذا مذهبنا..
فإن كان عند أزهر مصر جواب.. فليجيبوا مطالب بحثنا اليوم.
هذا كلام الذهبي إمام أهل الرجال، وكلام ابن ابي الحديد، وكلام بقية أعلام العامة.
ثم مثل هذا جلس مكان النبي (ص)!
أما النبي (ص) الذي قال فيه تعالى ﴿ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء﴾ ومفهوم الشيء أعم المفاهيم، وهو مصدر ب(كل)، ف(كل شيء) في القرآن.. ﴿لا رطب ولا يابس إلا في كتابٍ مبين﴾..
وبحسب بيان الخاتم (ص) فإن الإمام المبين هو علي بن أبي طالب ﴿وكل شيء أحصيناه في إمام مبين﴾
لكنه صار جليس داره !
وكل الناس أفقه من عمر حتى هذا الشاب، وحتى تلك المرأة الجالسة في حجرها، لكنه يصبح خليفة خاتم النبيين ؟!

أي عقل يوافق هذا المذهب ؟ وأي كتاب ؟ وأي سنة ؟
﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾
إن كنتم أهل القرآن فهذا القرآن..
وإن كنتم أهل المنطق فهذا البرهان..
وإن كنتم أهل السنة فهذا صحيح البخاري.. وقال لعلي: أنت مني وأنا منك.(ج3 ص168 وج4 ص207 وج5 ص85)

فبأي منطق يصبح جليس بيته ويصبح هذا خليفة خاتم النبيين ؟

والحمد لله رب العالمين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73701
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28