• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الدين والثقافة الجنسية .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الدين والثقافة الجنسية

 تنقسم الثقافة الى العديد من التنويعات المهمة؛ فهناك ثقافة عسكرية، وثقافة تاريخية، وهناك ثقافة طبية، وثقافة بيتية، وهناك ثقافة جنسية والتي - للأسف - ينظر اليها بخجل وكأنها من هاتكات العرض والحياء والمتجاوزات على الذائفة المتدينة، وعلى حلال الله، أو لربما يعتبرها البعض عيبا من العيوب التي لابد ان تتوارى عن الانظار، بينما الدين الإسلامي هو اكثر الأديان اهتماما بها، والتاريخ يحدثنا عن الكثير من التأسيسات الواضحة والمهمة لهذه الثقافة، وضعها الرسول الكريم بنفسه، والكثير من المواقف الحياتية ذات الاحتكاك الاجتماعي، كان يسعى النبي (ص) شارحا وموضحا وناصحا لأدق مسائل الوعي العام للثقافة الجنسية.
ونعتقد ان الحرج الاجتماعي في هذه المسائل هو ناتج من نتائج التخلف المضنية، والتي تحرضنا لانتقادات الغرب، كوننا امة تتجنب الخوض في غمار هذه الثقافة المهمة، والتي ما زال اغلبنا يشعر بأنها ثقافة معيبة، ومن غير المحبب عرضها في صفحات الإعلام وخاصة الديني منه.
وقد ظهر الآن جيل من الكتّاب والكاتبات العربيات يتحدثون بلسان غربي وفكر مستورد اذا يعتبر هذه السلبيات الموروثة للامة هي سلبيات دين وليست سلبيات مجتمع. وهكذا يروون ان الدين الاسلامي قد ظلم المرأة كثيرا في هذا الموضوع بالذات. وفي حقيقة الامر ان الدين الاسلامي عامل الغرائز معاملة تهذيبية واعية، حتى ان الغرب ادرك الآن ان مثل هذه المعاملة مهمة، وتجاوزها يعني الافراط والعشوائية التي هدمت لهم الكثير من القيم الانسانية والفكرية، كما هدّمت لهم المنظومة العائلية، والمثل، والاخلاق، والمستقبل الذي سيحفل بأمم كاملة لقيطة؛ فأي تأثير شرقي بالثقافة الجنسية الغربية هو تأثير شبق فارغ فكريا لكون تلك المنهجيات الغربية المؤثرة في عوالمهم المريضة هي الآن تشهد على صحة الثقافة الاسلامية في هذا المضمار... والمسألة كما نعتقد ليست مسألة شرق وغرب بل تكمن المسألة في هذا الموروث الاسلامي القيّم، والذي تعرض الى تشوّهات بعض المؤرخين، ووصلت الينا اغلب تلك التشوّهات على انها حقيقة الاسلام، وهي في الواقع ثقافة مزورة بديلة غير شرعية عن الواقع الاسلامي؛ فمن يقرأ بعض مرويات البخاري وغيره، وهي منسوبة الى نبي الرحمة والهدى وهي اساءات جائرة الى اعظم شخصية في التاريخ لتصنع من ذلك التزوير مناطق خور وضعف اصبحت معبرا لجميع عمليات الخرق الغربية على قدسية الدين والنبي الكريم، وبدل ان تسعى تلك المؤسسات الدينية العربية والاسلامية تنقيح هذه المصادر سعت الى تصفية من يعترض عليها دفاعا عن البخاري وليس عن النبي (ص).
إذا محور التجاوز هنا ليس ثقافة الغرب فهي هشة لاتمتلك مقومات المكوث، ولا بالتأثيرات الشرقية وهي عبارة عن زوبعة مزاجية وسرعان ما تنتهي، لكن الويل في هذا الكم من الموروث الزائف والمعيب حقا؛ فما ورد عند البخاري وفي معظم الصحاح ما لايحتمل عن النبي (ص) وهي التي صوّرت لنا نبيا لا يتوانى (حاشاه) عن اتيان الحائض والمرور على جميع الزوجات في وقت واحد، وامتلاك قوة جنسية تعادل ثلاثين رجلا... ومثل هذه الاباحية الموروثة خلقت ردة فعل وكأنها تريد ردم فجوة التاريخ المعيبة، ففقدنا بسبب ذلك الوعي الثقافي المحصن من الغزوات الاباحية الغربية لابد لنا ان نعي الدخيل الموروثي، ونسعى الى تشذيبه، ونبقي تلك الصفحات الجلية الواضحة برؤى الدين الحقيقي، وهذا يعتبر من القضايا الجهادية الكبيرة في هذا الوقت الحرج من تاريخ الامة الاسلامية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72218
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29