• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الوجوب الكفائي وحسن التقدير .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الوجوب الكفائي وحسن التقدير

  تحتل المرجعية الدينية المباركة أهمية كبيرة في تاريخنا الإنساني؛ كونها تدخل في نسيج هذا التأريخ، وتشكل عنصراً هاماً من عناصر الحضارة الإنسانية، وتمخضت عن مواقف حاسمة في حياة العراق الوطنية، وخاصة عند اشتداد الأزمات، فعند كل نكبة نجدها تتحمل أعباء إعادة التوازن الى العراق، وإبعاد الخطر عن (الدين، الوطن، الإنسان).
 وبعد مرحلة انزياح الأنظمة السلطوية في العراق، تعرض الى مواجهة اقليمية ودولية من أجل ارباك نموذج بلد من ارقى نماذج الحرية في العالم، وهذا ما يخشونه ويخافون منه، وهذه الحرب المعلنة والمخفية منها أخذت الكثير من طاقات البلد، حتى اصبح يشكو عدم تكامل العدة العسكرية، وسوء الأداء الأمني، فكان العراق بهذه المرحلة بحاجة الى نهضة ثورية تؤجج الشعور الديني الملتزم والمسؤول الساعي للحفاظ على الأمة من كل خطر، لتحرك روحية الشارع العراقي، وتوقظ فيه الحس الوطني المخذول أصلاً وغير القادر على مسايرة التحديات أمام هذا الغزو البربري.
 صرنا بحاجة الى الصوت المرجعي ليعيد لنا التوازن، ويبعث الحياة عبر تشكيلات نهضوية متطوعة قتالية، تتولى مهام الدفاع عن الوطن والقيم في وقت شهد العراق فيه غياب التكامل السياسي القادر على الحفاظ على اللحمة الوطنية، فتحرك الوضع السياسي بحسابات غير منطقية، وتحركات غير محسوبة، وبعض الانحرافات السلبية التي آذت العراق في الصميم؛ بسبب رغبات سياسية متناقضة، كلها أشياء مربكة، فكونت ما يسمى سوء تقدير للسياسة العراقية.
 وبعد النجاح الذي حققه الصوت المرجعي، توضح للعالم أن أهم أسباب نجاح الوجوب الكفائي هو حسن التقدير الذي ربط النهضة التضحوية بمسيرة سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) وأعاد الوعي الحقيقي للأمة، وحسن التقدير المقصود هنا هو فهم الواقع وبناء علاقة حميمية مع الناس، وتطهير المجتمع من الرغبات السياسية التي أثقلت الكاهل العراقي.
وحسن التقدير يعني الإيمان الكامل بمحتوى الفعل الجوهري، ولا يمكن أن يكون دون تجربة مدركة تستند على ثقافة واعية، لذلك حظي الوجوب الكفائي بالقبول الاجتماعي العام، وبالتأييد من جميع أحرار العالم، وانبثق من هذا الوجوب المبارك الحشد الشعبي، قوة الشعب الحقيقية للمواجهة مع أعداء الحياة.
تشكيلات عسكرية نظامية، نجحت في السيطرة على مجريات المواجهة كقوة رفعت من معنويات القوات المسلحة، فغيرت موازين القوى لصالح النهوض الوطني، ويعد الوجوب الكفائي أنموذجاً مثالياً للتعبئة الشعبية، ومنقذاً حقيقياً للعراق، وتظهر وحدات حسن التقدير بتبني مشروع الوحدة الوطنية، وتصديه للدفاع عن جميع محافظات العراق؛ كونه ركيزة أساسية في النظام الأمني، وقوة رادعة لكل تحد قريب او بعيد.
 وحسن التقدير يعني تثمين طاقات الشعب الكامنة والتي فجرها الوجوب الكفائي بشكل أذهل جميع القوى المعادية، فشنت وما زالت حروباً اعلامية تكفلها الصبر المرجعي المبارك بالزوال.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71325
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19