• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بوتين وأوردكان ..مناخ فرنسا هل سيكون عاصفا ؟؟ .
                          • الكاتب : خزعل اللامي .

بوتين وأوردكان ..مناخ فرنسا هل سيكون عاصفا ؟؟

مع ان اختيار موقع لوبورجي الفرنسي لانعقاد مؤتمر المناخ الحادي والعشرون كان مسبقا كونه الافضل من الناحية اللوجستية حسب السلطات الفرنسية والذي سيشارك فيه مايقارب 135 رئيس دولة وحكومة  في اعماله ووسائل الاعلام والمنظمات الدولية المهتمة بمسألة تقليص الانبعاثات الغازية والحرارية  التي بدأت تأخذ مدى بعيد بسبب  مسائل أساسية تتعلق بتغيّر المناخ  على الصعيد العالمي، وسيتيح فرصة مناقشة حلول خاصة بمسألتي التخفيف من حدة تأثير تغيّر المناخ والتكيف معه، وسيرحب المؤتمر أيضا بأحداث جانبية ينظمها أصحاب المصلحة المختلفين،
وبلا ادنى شك ستكون حادثة اسقاط الطائرة الروسية المقاتلة قبل ايام من قبل الطيران التركي الحربي حاضرة في اروقة ونقاشات المؤتمرين اكانت الجانبية ام الرسمية وان الجانب الفرنسي معني بالدرجة الاولى في السجالات بين طرفي المشكلة للتخفيف منها  وأحتواء وتهدئة الامور بين الجانبين،
ولكن هل ستكون اجواء المؤتمر مناسبة ليلتقي الرجلان المتخاصمان بوتين و اوردكان خاصة بعد التداعيات  التي اعقبت الحادثة  وتأزم العلاقات بين البلدين  والتلاسن العلني في وسائل الاعلام والتي تلاتها اجراءات اقتصادية وقيود على بعض السلع التركية ونصائح للرعايا جمهورية القيصر بعدم السفر والغاء الرحلات التجارية الى تركيا وتعليق العمل بأعفاء المواطنين الاتراك من التأشيرة الكمركية وعقوبات اخرى بالرغم من من تصريح الرئيس التركي اوردكان بحزنه على الحادثة وقوله " لو كنا نعلم ان الطائرة روسية لما اقدمنا على اسقاطها حسب ادعائه" ومحاولة الاخير طلب لقاء  الرئيس بوتين خلال مؤتمر المناخ في فرنسا وعدم وجود رد واضح روسي ،
وهل ستلعب باريس الدور المنوط بها خاصة وانها ارسلت رسائل توفيقية للطرفين خلال زيارة الرئيس الفرنسي هولاند لروسيا قبل ايام وحينها يكون اجتماع  لوبورجي مؤاتيا للصلح بين الطرفين وتناسي حادث الطائرة،
لكن الامر ليس بهذه البساطة خاصة بعد  تصريحات رجل الكرملين ازاء الاتراك و اوردكان بالذات كانت واضحة وفيها من الشدة ما لايمكن تصوره المرء ان يتراجع عنها كبير القيصر هكذا بدون اعتذار تركي والذي كان مطلبا روسيا اساسيا وترجع الامور الى ماكانت عليه وان تدريجيا كونها السياسة بين البلدان ويكون سقوط الطائرة الروسية طي النسيان حالها كثير من الوقائع والاحداث التي تذكر للتأريخ فقط في قادم الايام أم سيكون تشدد موسكو الراجح والمسيطر على اجواء مؤتمر مناخ فرنسا التي بدورها لاتريد اي تصعيد بين البلدين وان كان كلاميا وتسعى من خلال لوبورجي تضامن اكبر عن قرب من المجتمع الدولي جراء تفجيرات باريس وحربها المعلنة ضد داعش في العراق وسوريا،
وماذا عن الرئيس الامريكي اوباما الذي برر اسقاط الطائرة كونه لايريد ان يخرج عن مسار التحالف الدولي في قتال داعش بسوريا والعراق اولا والتي تشارك فيه "انقرة " حسب الوصف الامريكي لدول التحالف وايضا حلف شمال الاطلسي فتركيا احد اعضاءه المهمين ، مع ان الامر غير ذلك البته فطائرات الاتراك تقصف حزب العمال الكوردي اينما وجد في العراق وسوريا ولادخل لها بأرهابي داعش حسب اغلب المحللين السياسيين والعسكريين على حد سواء ولذا نعتقد ان واشنطن ستلعب دورا توفيقيا بين الجانين وتمسك العصا من الوسط لانها  لاتريد الصدام مع الدب الروسي فوق اجواء سوريا ولايمكن ان تدير وجهها عن الاتراك،  انها السياسة الرعناء والتهور تارة والحكمة والتروي تارة والمصالح عند الكبار هي الاهم تارة اخرى.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70844
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19