• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اجترار الماضي تأزيم للحاضر وكارثة المستقبل .
                          • الكاتب : علي البحراني .

اجترار الماضي تأزيم للحاضر وكارثة المستقبل

لم نتعظ طيلة القرون الماضية فنعيد إنتاجنا من جديد بنفس أدوات الفشل والفشل في التخطيط تخطيط للفشل 
 
كمسلمين لا نستطيع العيش في سلام نفسي وعقلي وروحي بل اننا لا نستطيع العيش دون ألم الاختلاف المؤدي للخلاف حد التنابز فالاقصاء ثم الفجور في الخصومة حد التفسيق فالتكفير وصولا للقتل 
هكذا نجتر الماضي ليكون حاضرا وشاهدا ومؤججا لكل خلافاتنا الوهمية فلا زلنا نتصارع حول التأريخ وليس حول المستقبل هذه الصورة النمطية المتكررة عبر الازمان والممتدة لواقعنا الحالي صورة غاية في السوء والبشاعة فما النفع من استجلاب أحداث مضت وشخوص انتهت ليكون الانسان في خصومة مع أقرانه من أجلها 
في الحقيقة اننا نعيش أزمة وعي إنساني عملي فنحن مهوسون بالصراع والتدمير للغير في مقابل انعدام هوسنا بالتعمير والتفكير عوضا عن التكفير 
يعيش العالم الاسلامي أجمع حالة التشظي والانشطار منذ عهد الاسلام وفي كل حقبة زمنية يتكاثر العالم الاسلامي بالانقسام فتتعدد مذاهبه وطوائفه وتتعدد اتجاهاته وليتها في النمو والخدمة الانسانية بل هي في الانشغال بالآخر كيف ندخله النار وكيف نبعده عن العقيدة التي تتوهم كل فرقة أنها هي الناجية وهي الأقرب للخالق الذي أمرنا بالعمارة لا بالانشغال بعقائد البشر وعلاقتهم بخالقهم 
تركنا العلاقات العامة بالارض وانشغلنا بعلاقة الفرد الخاصة بربه وسخرنا جل حياتنا في هداية من نراه في نظرنا منحرفا عقديا فشغلنا أنفسنا وأشغلنا غيرنا فتجمد الإنماء والبناء،  
إن إعادة تموضع التفكير المسلم غدى ضرورة حتمية لاستقامة العقل والسلوك والانشغال بما يخدم لا بما يهدم 
فالإعتقاد أننا مسؤولون عن عُبَّاد الله وكيف يعبدونه هي فكرة ساذجة موقفة للفكر والعمل وإعادة برمجة هذا النمط من التفكير ضرورة حتمية لاستقامة ونهوض الأمة قبل أن نكون كذكر النحل يمتشي بلحظة تزاوج بالملكة ليكون فريسة الحمام 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70066
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29