• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : اتحاد أدباء ديالى وظاهرة تكرار الوجوه !! .
                          • الكاتب : عماد الاخرس .

اتحاد أدباء ديالى وظاهرة تكرار الوجوه !!

      أمسيات أدبيه رائعة يُحييها اتحاد أدباء ديالى أسبوعياً كل يوم ثلاثاء في الساحة المقابلة لمقره الكائن في إحدى البنايات التراثية القديمة التي تضم العديد من الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني. 
     ورغم اهتماماتي الأدبية المتواضعة كان لي شرف حضور عدد قليل من هذه الأمسيات على فترات متباعدة بدعوة من قبل احد الأصدقاء.. حقا أوقات ممتعه ونشاط متميز يستحق الشكر والتقدير لأعضاء الاتحاد الذين ساهموا في الإعداد والتحضير لها.    
    ولكن الغريب في هذه الأمسيات هي ظاهرة تكرار وجوه الضيوف الكرام من الجيل القديم المثقف ولا اثر لأي وجه من الجيل الجديد ولا يقتصر ذلك على الضيوف بل الحقيقة هي إن شخصيات رئاسة الاتحاد ولجانه هي الأخرى مكرره!!
     نعم إنهم نخبه من الأدباء والمثقفين ولكن هذا لا يعنى إن عجلة إنتاج المزيد منهم بفروع الآداب المختلفة ورواد ومحبي الثقافة قد توقفت في هذه المحافظة وفى حالة رحيلهم سنقرأ الفاتحة على الثقافة ونقول لها وداعا !!
     لقد كانت هناك مداخلتين بعد أيام قليله من الانتخابات تستحق الانتباه لمثقفين من رواد هذه الأمسيات في آخر أمسية حضرتها بتاريخ 21\9\2010  ..الأولى.. انفتاح الاتحاد على المؤسسات التربوية والتعليمية وغيرها وإقامة الندوات في أماكن مختلفة وعدم حصرها بمقر الاتحاد فقط وضرورة الإعلان عنها بشكل أوسع  لكسب جيل جديد من الأدباء الشباب ليكونوا امتدادا للنخب بعد رحيلها  إضافة إلى زيادة عدد رواد الاتحاد من المثقفين  بينما الثانية تؤكد بان الثقافة هي للنخبة وهذا هو واقع حالها في كل الدول عدا الحضور الواسع في المهرجانات الأدبية .. وللتعقيب على المداخلتين أقول بان الأولى تؤكد مدى الحرص على ديمومة الثقافة في المحافظة وامتدادها لتشمل اكبر عدد من المثقفين بينما الثانية تؤمن بثقافة النخبة وللتعقيب عليها أقول إن هذا الشكل من الثقافة  لا يعنى استحالة اكتشاف جيل جديد من الشباب المثقف أو استقطاب الهواة منهم وتطوير قابليتهم ليصبحوا نخب مستقبلا وإلا فكيف تستمر عجلة الثقافة !!
     وأسئلتي بهذا الصدد هي  .. هل ستموت الثقافة إذا أوقفت النخبة القديمة نتاجها وإبداعها ؟ أين الخلل في عدم ظهور وجوه جديدة أو شابه على الساحة الثقافية المعاصرة ؟ هل هناك أنانيه في احتكار المواقع الريادية والتفرد بها من قبل النخب القديمة ؟  لماذا تلتزم كافة الاتحادات بشروط كثيرة وتضع المعرقلات أمام انتماء جيل جديد من العراقيين لها ؟ هل هناك نية في الحفاظ على الوجوه القديمة وعدم الانفتاح على ما يبرز منها بعد عام 2003 ؟ وسؤالي الأخير والذي هو غاية مقالي .. لماذا لا يبادر اتحاد الأدباء في البحث عن وجوه جديدة وهل هناك أي نشاط يوضح جهود النخب القديمة في تحديث الوجوه في الاتحاد ؟؟
     عموما الملاحظ بعد عام التغيير 2003 وبشكل عام إن جميع النقابات والاتحادات  في العراق أصبحت مقفلة وأعضائها يشنون حصارا ضد كل انتماء جديد ضمانا لبقاء الكادر القديم  وأتمنى أن لا يكون هذا هو السياق الذي يسير عليه اتحاد الأدباء في ديالى !
     إن رئاسة اتحاد الأدباء في ديالى وجميع الاتحادات والنقابات في العراق مطالبه بالبحث عن وجوه جديدة من مختلف الأوساط وبكافة النشاطات.
     عليها فتح أبوابها بالإعلان عن نشاطاتها وإقامة الندوات المفتوحة الموسعة للتوضيح عن طبيعة عملها وبذل الجهود لتغطية ذلك من قبل القنوات الفضائية.
     إن القيام بمثل هذه المبادرات يؤكد حسن النية بالانفتاح واحتضان الوجوه الجديدة ومنهم جيل الشباب ويكشف الكثير من المبدعين وبمختلف النشاطات الذين لازالوا يجدون صعوبة في اختراق النخب المهيمنة القديمة .


 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=699
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19