• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الفوائق!!* .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الفوائق!!*

مَشيْناها وما كنّا نَراها

فألقتْ حِمْلها ورَعتْ خُطاها

 

وطافتْ في مَعاقِلها رؤانا

فاشْقتنا ولا بدٌّ سِواها

 

بدأناها صِغارا دونَ همٍّ

فأوْرَدَنا الزمانُ لمُنْتهاها

 

وكانتْ ذاتَ إسْعادٍ وبَهْجٍ

تُقبّلنا فيُمْتِعُنا شَذاها

 

تَجاوَرْنا بأفئدةِ انْتماءٍ

لعاليةٍ وما فقدتْ عُلاها

 

وأمضى في حَلاوتِها صِبانا

فأمْتَعَنا الزمانُ بمُحْتواها

 

وكان الصُبحُ صبّاحاً بصَيدٍ

منَ الأسْماكِ يَجْمَعنا طُهاها

 

وغزلانٍ مُطاردةٍ وخِشفٍ

وأطيارٍ ووافرها قَطاها

 

بقاطولٍ وما أدراكَ كنّا

نُضاحِكُ نجمةً نثرتْ سَناها

 

بألعابٍ نُداعِبُها بشوقٍ

فترْمُقنا وما خَلعتْ دُجاها 

 

تحدّثني الفوائقُ عنْ صِبانا

ويَسْجُرني الوطانُ بما ابْتلاها

 

فلا قربٌ ولا أملٌ سعيدٌ

فذا زمنٌ يُنازعُنا مُناها

 

ويَمْنعُنا منَ التغريدِ حتّى

تصاخَبتِ المَنايا في ثراها

 

فيا ليتَ الذي صَنعَ ابْتداءً

يُعاودُنا ويُعْلِمنا سِماها

 

أ تذْكرُ كيفَ كنّا في مَراحٍ

نتابعُ مِزنةً وَهبتْ كَماها

 

وكهفا من نظارتهِ عَشِقنا

جمالَ طبيعةٍ سَجعتْ غِناها 

 

نسابقُ صُبْحَنا والنهرُ جارٍ

يُناجينا بأمْواجٍ حَداها

 

ويُطْرِبُنا بأنغامِ إشْتياقٍ

تلامسُ خافقا يَهوى صَداها

 

هيَ الأيامُ قد لاحتْ كبَرقٍ

تخطّفَ روحَنا فبدى جَواها

 

يُعلّلني الزمانُ بمُسْتعادٍ

وما عادتْ ولا ذكرتْ رَياها

 

وقفتُ على طِلالٍ دونَ ماءٍ

كأنّ الكهفَ مِنْ ظمئٍ سَلاها

 

تهاوتْ كلّ طيبةٍ ببئرٍ

وألقتْ في مَواطنها أُساها

 

لماذا دَهْرُنا أضْرى عَليْنا

ليَمنعَنا الحياةَ وقدْ حَباها

 

وسامراءُ مِنْ وَجعٍ وقهرٍ

تُناخي جَدّها عمّا اعْتراها

 

أ ضيمٌ في متاهتهِ اسْتباقٌ

وعاتيةٌ بنا بلغتْ ذُراها

 

أجيلُ الفكرَ في زمنٍ مُعَنّى

فيُعْلِمُني لِمَ انْقلبتْ سَفاها 

 

أضاليلٌ بها الأيامُ تَشقى

على صُعدٍ تولاّها عِداها

 

فتلقمُ أمّةً سوءً وضُرا

وتُقْحِمُها بما رَفضَتْ قَناها

 

أرى الأيامَ تأكلنا حَصيدا

وتلفظنا وما تعبتْ رَحاها

 

كأشجارٍ إذا سَمَقتْ تهاوتْ

وإنْ صَمَدتْ سيقتلها لُحاها

 

بداياتٌ ومَوْردُها انْتهاءٌ

كأنّا بينَ جَفْنَيْها قَذاها!!

 

حَسِبْناها مُؤلّقةً وجَذلى

فأرْدتنا بعاديةٍ فِداها

 

أيا حُلما تباكى دونَ دَمعٍ

على بلدٍ أذلّتْ مُرْتقاها

 

طَربْنا مِنْ حَلاوتِها وهِمنا

بآتيةٍ يُغالبنا هَواها

 

فهلْ فُقنا بفائقةِ ارْتقاءٍ

وهلْ وَصلتْ لهاويةٍ سُعاها؟!

 

تفرِّقُنا البلادُ بما دَهاها

وتَنْثرنا على صُعدٍ عّداها

 

وتخْلعُنا منَ الأحلامِ بُغتا

وتُغْمِدُنا إذا دارتْ رَحاها

 

أعاصيرٌ مُدلْهَمةٌ وتترى

تُداهِمنا فتُعْلِمنا المَتاها

 

تمكنتِ الخطايا واسْتقامتْ

وكلّ خطيئةٍ رفعتْ لواها!!

 

ومِنْ سوءٍ إلى سوءٍ تردّتْ

بسيّئةٍ ترى سوءً دَواها!!

 

رمَيْنا فارْتميْنا مِثلَ صَيْدٍ

لأنّ السَّهْمَ قدْ قتلتْ أباها!!

 

فكنْ وَطنا إذا الأوطانُ ضاعتْ

وعِشْ عَلما بأمْجادٍ تباهى!!

 

*إلى فائق رفيق الطفولة والصبا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69809
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18