• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : يا‬ صاحبَ الزَّمان .
                          • الكاتب : عبد الحسن العاملي .

يا‬ صاحبَ الزَّمان

 يَبدُو أنَّ "ظَمَأ الرُّوحِ" التي انَتَظَرَت بدأ يبتزُّها "ليلُ الغيبة"، حتى كأنِّي لستُ "أنا".؟!!
أنا التُّرَابِي، أنا الغريزي،
أنا القَلِق، أنا الخائِفُ اللاَّهِف،
أنا الذي أثِق مطلقاً بالله، لكن لا أثق بنفسي.!
أنا الذي تتصارعني النَّفسُ الأمارةُ بالسُّوء.!!
أنا الذي يُطوِّقُنِي شكُّ أنَاي.!!
أنا الذي يخشى المرضَ، والبُؤسَ والفقرَ والإنكسار..!!
أنا المحتَارُ بين أمٍّ وَوَالِدٍ ووَلَدْ،
أنا الخائفُ نفسي وطيشي وقلَّة المَدَدْ،
أنا الذي مزَّقتهُ التَّجارب، فنفت عنه الرُّقَاد،
أنا المكروب بحدِّ الفشل والإنتقاد..
يا صاحب الزَّمَان..
ها أنا ذا، أتعيَّشُ الطّيْن والعَجِين،
أتمسّحُ التُّرابَ الهَجِين،
أهربُ مِن ذاتي إلى ذَاتِي،
أقاتِلُ هَوَايَ بِهَوَاي،
فلا أدري مَن يرشدُني: بَصَرِي أم بصيرتي.؟!
رحمَانِي أم شيطاني.؟!
فمتَى أحيَا بالنَّظرِ إليك.؟!!
فقد هَدَّنِي الإنتظار،
فطاشَ لُبِّي، وانكسرَ عقلي، فتهوَّرتُ لحظةَ الإنكسار.!!
ولستُ ممَّن يمتهنُ مخالفتك، أو يتعمَّدُ معاندتك.!!
أنا عُبيدُكَ الذي يَهَواكْ،
أنا الذي رَبَّتني أُمّي على وِلاَكْ،
أنا الذي غَنَّيتُكَ صبحَ مساءْ،
أنا الذي ارتضعتُ لحظةَ لِقَاكْ،
أنا الذي بكيتُ الليلَ عَلّي أراك.؟!!
أنا التُّرابُ تحت نَعلِكْ،
أنا خادمُ شفتِكَ وجفنِكْ،
أنا الذي عَاشَ الآمالَ طفلاً، فشَابَّاً، حتى شَبَّ شيبُهُ فلم يَرَاك.؟!
أنا أنا، لا شيئ دونَك.!!
وقد انكسرتُ "كَسرَ عاجِزٍ" لطَّختهُ "صِعابُ البلوى"، فمتَى يجبرني طالِعُ محيَّاك.؟!!
متى.؟!!
وكلُّ "المَتَى" وَجَع.؟!!
فقد آنَ للمكسورِ أنْ يَرَاكْ..
 ((السلام على لهفة المنتظرين،،، ودواء وجَعِهِم...))..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69710
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16