• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الى السادة المسؤولين ..... انه العراق .
                          • الكاتب : غانم سرحان صاحي .

الى السادة المسؤولين ..... انه العراق

 العراق قبلة العاشقين ومحط رحال التضحية وميزان التمحيص ، به ابتدأت الدنيا و به تسدل أستارها وهو عاصمة اليوم الموعود ، فارضه خير ارض .. وهواؤه عبير الولاء رغم كل غبار المعارك والمنجزات التي دارت تعبث بصدره المعطاة .. وماؤه ماء الحياة والحب رغم شحته بسبب سوء تنقية المياه التي أكل الدهر عليها وشبع ونام ... وللعراق حق على أبنائه ، كحق الوالد على ولده ، فقد تألم كثيرا وخسر من أبنائه وأحبابه ما يكفي .. وسالت دماؤه غدرا بسيف الهمجية ليرتوي الطغاة وليشيدوا كراسي الظلم على جماجم الأبطال الأحرار .. فيجب على الأبناء البر بوالدهم ( العراق ) ... لقد عانى العراق وقاسى أكثر من أي بلد في المعمورة وعلى امتداد تاريخه القديم والحديث وكان ما حصل هو قدره المحتوم .. فقد كان محط أنظار محبيه و مبغضيه ودار أهله وأعدائهم ... منه أشرقت شمس العلم والفكر والتضحية والجهاد ...وفيه ذبحت أصوات الحرية وجمدت فيه القدرات ورحلت منه الأفكار وقيدت الألسن وخذلوا أهله طوال سنين وضاقوا مر الفقر والعوز وشربوا كاس الذل ولبسوا ثوب ذل من بعض أسياده  .. وها هو العراق وقد تهدم سجن البغي وسقط جلاده في مزبلة التاريخ بعدما شوه وجه العراق الجميل بسياطه البغيضة التي ورثها من أبي جهل ها هو العراق يداعب نسيمات الحرية وتكتحل عيناه بنور الخلاص ليعود شابا ومعشوقا عتيدا يضم بين إضلاعه عشاقه ... ليعيد ترتيب بيته على قواعد المحبة والتفاني ونبذ الخلاف والاستشهاد وعدم المحاباة بمناسبة وبدونها .. حتى لا تضيع الحقوق وتهدر الكرامات وتذهب إدراج الرياح .... ها هو العراق استقبل أهله الشرفاء لكي يعيدوا له بريقه لينير به طريق الحب لأهله الذين نزل على أعينهم ستار الظلام من جار الحرمان .. لكن هذا لايعني إن نغمض العيون عن الخطأ ونغض الطرف عن التجاوز واللعب تحت الطاولة وجر النار كل إلى قرصه .. فقد صدق من قال ( المقدمات الباطلة تعطي نتاج باطلة ) فيجب التطلع إلى القواعد الصحيحة للبناء ....  نحن نحسن الظن وفق معيار الكفاءة العلمية والنزاهة ..... فالمطلوب منهم إذن ..العمل بكل جدية من ألان واضعين إمام عيونهم مصلحة العراق والعمل الجاد على إبعاد الدخلاء الذين يركضون وراء المصالح والكراسي وتنظيف العراق من الأدران السابقة التي لها سجل اسود مروع وقطع الأذرع القديمة والبائسة التي دخلت الجيوب بدون أستاذان ..اخذين بنظر الاعتبار حقوق الشعب بكل أطيافه وألوانه وان لاينحازوا كل بحسب انتمائه .. لتبنى الدولة بناءًًً صحيحا وفـــق مبدأ ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) . في كل مكان وزمان هناك أناس انتهازيون ونفعيون يطفون على السطح ولهم القابلية الحرباء على التلون ...فيجب إذن الضرب بكل ما أوتي من قوة لإجهاض محاولات التسلق الهجينة غير الشرعية وقطع الأكف التي تمسح الأكتاف حقا وباطلا . وعلى السادة المسؤولين تقديم مصلحة العراق أولا لأنه صاحب الفضل الوحيد في إيصالهم إلى هكذا مناصب مراعيين ومحترمين أبناء الشعب الذين صبروا وصابروا ورزحوا تحت الظلم والاستبداد طيلة عقود من الزمن وفدموا ما قدموا حتى اشتعل القلب شيبا وعلى المسؤولين الذين عاشوا خارج العراق إن يعوا هذا الأمر تماما لان الشعب مادة العمل والنجاح وان يعملوا بجد واجتهاد نحو مستقبل زاهر حتى لا يلعنهم التاريخ كسابقيهم .. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }. 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6857
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18