الكلام عن التنمية في بلداننا يثير السخرية , وكأنه بناء فوق رمال أو على أسس من الشمع التي تحاوطها النيران!!
فأين البنى التحتية العربية والمنطلقات والركائز القادرة على صناعة الدولة التي يمكن التفكير بتنميتها , وتحقيق سعادة المواطن فيها؟
ما يجري في بلداننا ما هو إلا تخريب وتدمير وإفناء للهوية والذات العربية , فثروات الأمة وعلى مدى أكثر من نصف قرن , ولا تزال تُستعمل للدمار الفكري والعقائدي والتربية السلبية والتعليم الضال المنحرف , ولشراء الأسلحة والأعتدة الكفيلة بقتل العرب وترويعهم.
ولن تجد مشروعا إستثماريا متناميا في بلداننا أسهمت به عائدات النفط , وفي أوج ريْعه , تم تسخير البلايين تلو البلايين للتدمير والتخريب والقتل الفظيع , وتشكيل الفئات والحركات والأحزاب المتطرفة الساعية لمحق الوجود العربي والإسلامي , وإلغاء معنى الوطن والمواطنة , والإمعان بالإفساد والفساد.
فكيف نتحدث عن التنمية ومناهجنا السياسية عدوانية وإنتحارية , لأن قتل العربي للعربي إنتحار , وتدمير البلدان العربية بقدرات عربية إنتحار وعار.
العراق تدمّر بأموال النفط وكذلك سوربا وليبيا واليمن والدول الأخرى , التي على قائمة الإهلاك المُبرمج والتدمير المنظم , والذي يجري وفقا لتقديرات محسوبة بدقة متناهية.
ودول الخليج على شفا منزلق , وما يجري في اليمن لن ينتهي إلا بنضوب مخزونها الستراتيجي من الأموال , فكل حرب في المنطقة مرسوم لها أن تستمر لسنوات , والذين لم يتعلموا من الحرب العراقية الإيرانية , يمارسون ذات الخطيئة ويكررون الإنزلاق إلى متاهات المهلكة , التي تورط بها العراق وإنساق العرب خلفه ومعه وضده لإذكاء العدوانية والخراب والضياع والخسران.
فكيف تتحقق تنمية والعقل عدواني , والحروب مستعرة وذات أعمار تقدر بعقود , فما عادت هناك حروب عربية عربية تقاس بالأيام , والحروب كما هو معروف ضد التنمية , لأنها تحطم النفوس والعقول وتستنفر قدرات الشرور الكامنة في البشر وتحفز على تبديد الثروات والطاقات.
فهل سيتغير التفكير ونتعلم كيفيات بناء الأسس الحضارية لثورة تنموية ذات قيمة معاصرة؟!
|