• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : نعم قديسون ... رجال الحشد انتم .
                          • الكاتب : محمد علي مزهر شعبان .

نعم قديسون ... رجال الحشد انتم

هو يعرف انه غدا لفي مقتل . فيحشد نفسه وارادته ، لا يأمل دستا ولا مغنما ، ولا يأمل خزانة تندلق مطمعا . ذاهب للحتف والردى بحكم من توجه اليها بمحض تسبيحة زاهد ، وسجدة عابد ، وشكيمة ماجد. رجال من نوع خاص ، انفس غالية تلوي عنق البغاة وجود بالروح وسخاء حين يسئلهم الوطن ، بمنح ارواحهم فيجودوا بالروح طوعا اخوة الندى . أرواح متحدة بالحقيقة المطلقة لأسباب الخلق والوجود. رجال لكم تعرضوا الى ادانات وتشويهات ممن جعلوا من وجودهم اوصياء وامراء على الاخرين ، راكبوا الاجواء ، بين عاصمة واخرى ، ليال حمراء ومن يقرع كؤوس الصفراء ، وبين من احتجز وطن ومواطن أكباش فداء . 
لم يكتف مطمعهم عند جعبة امتلئت ففاضت ، وألسن تندلع من فكي حيات ، على شبيبة تقف في الفيافي والقصبات ، في مواطن وجحور مدلهمات ، تذكرنا بوريقة وجدت في جيب جندي مدماة ، يقطر منها الجود والاباء وايقاد الشموع ، ينزف منها الأسى والدم والدموع ، آملاً أن تجففها رياح الأمل، وانتظار اليوم المأمول في الخلاص دفاعا عن وطن اذ يبرق لابيه: ابي اني في مهمة ساميه لا تبكيني بل انثر الورود . رسالة تبعث الى الضمائر التي تتصارع من أجل سلطة ، وقضم كعكعه ، انكم ايها السادة اللذين اتيتم على حين غرة وغفلة ، ان مقاتلا ليس مجهولا الا في بصيرتكم وبصركم ، هناك حيث يمنع بموته الوحوش من التهامكم ، يطارد القادمون من اصقاع الغاب لحرق وطن .
 انهم القديسون ، قداستهم بدماء شهداءهم  حين يأسسون لنداء الرب في الدفاع عن العرض والارض . قديسون حين تتنزع الاغواءات والشهوات من الانفس لتتصاعد انفاس التضحية في وطن مغتصب . يشنف الانوف اريج الارض حين يختلط الدم الطاهر بلتراب الطهور .. نستقبل جثامينهم فيصمت الصراخ والعويل ، والاجواء مرهونة بالصمت المهيب ، وجوه المشيعين تعانق السماء فتختزل الافاق فيتصل الانسان بكبد السماء وربها العظيم ، ومن اعماق الاغوار تتصاعد الانفاس ...اللهم تقبل هذه الاضحيات وقد بلغوا مبلغ الصالحين . 
وحده الوطن يبكي ويئن ياخسارة رجال كانوا وتادا وعمادا ، ذخرا وامجادا وهم يتمايلون بشرخ الصبا وعنفوان الرجولة فوق ارضي . انهم ذخري ليوم نازلة ، انهم فخري لساعة مباهلة ، انهم حرزي حين مقاتله . نعم لبستم جلباب القداسة الاسمى ، بدلة حرب مضرجة بالتراب والدماء ، تتسابق في الرمضاء والوعثاء ، تلتحم في جبالها ومنعرجاتها في القصبات والغبراء . انكم قديسون لا تحتاجون الى نص او بشارة نبؤة، لان الانبياء يهرولون بمارثونكم كتف بكتف،واصطف معكم من تسلق اصلاب المشانق . من كوباني لجرف النصر ، حين صرخ كاكه حمه تبا للسياسة ، واذ نادى عبد الزهرة هائنذا قادم امرلي تبا للمسيسين .  وعلى دكة النهر اذ ذبح صبية تلاميذ في قصور الطغاة ، واذ تصطبغ بالدماء ، اقيم اليوم احياء  في ارض محررة العزاء .. لا بكاء ايتها الثاكلات ... ستصطاد الاسود الضباع .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63112
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18