• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراقيون كانوا الأشد وفاءاً لآل بيت النبي صلوات الله عليهم .
                          • الكاتب : نجم الحسناوي .

العراقيون كانوا الأشد وفاءاً لآل بيت النبي صلوات الله عليهم

هنالك شبهات وضعها المخالفون والمنحرفون عن خط أهل البيت عليهم السلام في تلك العصور واتباعهم في وقتنا هذا للنيل من قوة العراقيين ووحدتهم وأهليتهم في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم وولائهم الصلب المتين لأهل البيت عليهم السلام في كل العصور ،وبنوا على أساسها إنطباعاً سلبياً سائداً حول هذا الولاء والوفاء ، خاصة لأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام ، كونهم متفرقين متخاذلين ، طالما تمنى علياً فراقهم ، غير قادرين على النهوض بدولة مستقلة بهم نظير ما صنعه الشاميون مع معاوية ، وهذا الإنطباع يستوِ فيه القارئ المسلم بغض النظر عن مذهبه .
إن هذا الإنطباع ينطبق أكثر على جميع الأمة الإسلامية ، فالعداء لأهل البيت عليهم السلام هو أموي من غير العراق والدسائس أموية من خارج العراق ، ولو استرجعنا واقع الأحداث والروايات والخطب التي غالباً ما يسعى أعداء أهل البيت واعداء شيعة العراق في تغييبها عن أنظار وأسماع الناس وإبعادها عن متناول أيديهم ، فنجد أنها تؤكد بأن السقيفة ما كان أهل العراق من اجتمع فيها، ولا كانوا قبلها راضين بقول أبي حفص للنبي صلى الله عليه واله في بيته عندما اشتد به المرض ، فتلك والسقيفة فتنة وأشد من القتل ومخالفة لأمر الله سبحانه ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى ، ومن دأب في سب أمير المؤمنين عليه السلام وشتمه على المنابر لأكثر من ثمانين عاماً ما كان من العراق ، والكل يعلم بأنه عليه السلام باب علم مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وبنص قوله صلى الله عليه وآله (عليٌ مع الحق والحق مع علي) وقوله صلى الله عليه وآله «من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله فقد كفر»، ولا يخفى علي الجميع أيضاً بأن الساب لعلي ملعون في القرآن وبنص حديث رسول الله صلى الله عليه وآله ، فما نرجوا من أمة تقبل بمنافق ليكون سيدها وإمامها ، 
وانقلبت قريش المسلمة برمتها على علي(عليه السلام) وادعت الإمامة في دين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وحرّفت جملة من أحكامه وحرقت أحاديثه في عهد خلفاء أو حكام ثلاثة ما كانوا قد حكموا في العراق وتقبّل العراقيون أوامرهم بل بالعكس قد بثَّ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله سراً في العراق ، وفعلت قريش المسلمة أشد مما كانت تفعل قريش الكافرة فاولئك قد كفروا بالتنزيل وهؤلاء بالتأويل ،فليسس فيهم عراقي وما سمعنا عراقي أو كوفي قتل إماماً وقاتله . وكتب معاوية إلى زياد لعنهم الله بشأن صعصعة بن صوحان العبدي رضوان الله عليه :
أقمه للناس وأمره أن يلعن عليا ، فإن لم يفعل، فاقتله . فأخبره زياد بما أمره به فيه وأقامه للناس . فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله، ثم قال : أيها الناس إن معاوية أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله، ونزل . فقال زياد لصعصعة : لا أراك لعنت إلا أمير المؤمنين . قال : إن تركتها مبهمة وإلا بينتها . قال زياد : لتلعنن عليا، وإلا نفذت فيك أمر أمير المؤمنين، فصعد المنبر . فقال : أيها الناس إنهم أبوا علي إلا أن أسب عليا عليه السلام وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله )، وما كنت بالذي أسب الله ورسوله . فكتب زياد بخبره إلى معاوية . فأمره بقطع عطائه وهدم داره . ففعل . فمشى بعض الشيعة إلى بعضهم، فجمعوا له سبعين ألفا . 
وهؤلاء الشيعة هم من شيعة العراق لأن صعصعة كان في الكوفة قبل أن يطبق فيه معاوية سياسة النفي والتهجير ثانياً وهي السياسة الأموية التي أوجدها عثمان بالتنسيق مع معاوية والأمويين ، فطوبى لشيعة العراق على رغم حداثة عراقيتهم انذاك.
ومنها لما قدم أبو هريرة إلى العراق مع معاوية عام الجماعة، جاء إلى مسجد الكوفة جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مرارا وقال: يا أهل العراق، أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله، واحرق نفسي بالنار، والله لقد سمعت رسول الله يقول: إن لكل نبي حرما وإن حرمي بالمدينة، ما بين عسير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها، فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة .
وكان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه، فقال: يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" يقول لعلي بن أبي طالب: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»؟ فقال: اللهم نعم، قال: فاشهد بالله، لقد واليت عدوه وعاديت وليه . 
ومن أحاديث أهل البيت عليهم السلام مخاطبين فيها أهل العراق :
قول أمير المؤمنين عليه السلام : ( أنتم الأنصار على الحق والأخوان في الدين والجنن يوم البأس والباطنة دون الناس بكم أضرب المدبر وأرجو طاعة المدبر). وقوله عليه السلام يصف الكوفة : ( هذه مدينتنا ومقر شيعتنا ) وقول الإمام الصادق عليه السلام : (تربة تحبنا ونحبها ) وقوله عليه السلام أيضاً في الكوفة : (اللهم إرمِ من رماها وعادِ من عاداها ) . وقول الإمام الحسن عليه السلام : ( عندما رحل عن الكوفة بسبب دسائس وبغي معاوية وأهل الشام آنذاك بعد معاهدة الصلح : ( وما عن قلى فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري ) . وقول الإمام الصادق : ( وأهل الكوفة أوتادنا وأهل هذا السواد منا ومحن منهم ) .
والإمام الصادق عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من أهل العراق قال لهم : ممن أنتم؟ قالوا: من أهل الكوفة . قال عليه السلام : ما من البلدان أكثر محبة لنا من أهل الكوفة ، إن الله هداكم لأمر جهله الناس فأحببتمونا ، وأبغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا ) .
وعن الإمام الرضا عليه السلام : ( يا أهل الكوفة لقد أُعطيتم خيراً كثيراً وإنكم لممن إمتحن الله قلبكم للإيمان ، مقهورون ممتحنون يُصب عليكم البلاء صبا ، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم ).
وعن أمير المؤمنين : ( يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين واقصدهم واعدلهم سنة ، وافضلهم سهماً في الإسلام ، واجودهم في العرب مركباً ونصاباً ، أنتم أشد العرب وداً للنبي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم ) .
والفضل ما شهدت به الأعداء ، فقد شهد معاويه بوفاء العراقيين للإمام علي عليه السلام بقوله المشهور : ( والله لوفائكم له بعد موته أعجب من حبكم له في حياته) وقال أيضاً : ( هيهات يا أهل العراق نبهكم علي بن أبي طالب فلن تُطاقوا ) .
وما يفعله العراقيون اليوم يثبت للعالم بأنهم أهلٌ للولاء والوفاء لأمير المؤمنين والحسن والحسين وأبناءهم المعصومين عليهم السلام ولجدهم صلى الله عليه وآله وهو ولاءٌ ووفاءٌ لله سبحانه ومقدساته في الأرض . وأقوال الأئمة عليهم السلام هي واقع ما يفعله العراقيون اليوم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62264
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18