• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصوالح والطوالح!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الصوالح والطوالح!!

كتبت قبل سنوات مقالا بعنوان مشابه , وكانت فكرته أن الرئيس اليمني يمتلك الفرص والمؤهلات لصناعة اليمن السعيد حقا , وعليه أن يمتلك رؤية وطنية تفكر بمصالح الأجيال , وتهتم بالبناء والتطور على جميع المستويات , ويمكنه أن يبدأ بتأسيس نظام حكم دستوري ديمقراطي يحترم الإنسان وحقوقه , وغيرها من ضرورات الحكم المعاصر كما في الدول المتقدمة.

وبعدها كتبت مقالة بعنوان (وطن برأسين) , وكانت الفكرة أن السياسي العربي لا يستوعب لقب السابق , ولا يمكن لرئيس أن يبقى في بلاده من غير مشاكل  وصراعات , وفقا لعقليتنا المتوارثة والتي خلاصتها "وما إجتمعت بأذوادٍ فحول".
فأي سابق سيتصارع وسيتسبب بمشاكل مروعة لبلاده , مما يستوجب الخلاص منه , ولهذا فالساسة العرب والأحزاب تقاتل بعضها , ولا يعنيها الوطن إلا بما يرتبط بمصالحها.

فالموضوع ليس وطنا وإنما مصالح شخصية.

وعندما توحدت اليمن كان المنظر غريبا أن يكون رئيس اليمن الجنوبي مع رئيس اليمن الشمالي , وما إستمر ذلك طويلا , حتى تم إقصاء الرئيس الجنوبي , وبعد أن تنحى الرئيس اليمني , وسلم الأمر لنائبه , بقي في البلاد كقوة ذات دور سلبي ومركز زعزعة لأركان الحكم , وما قدم ما هو نافع لليمن , حتى أوصل الأمور إلى ما هي عليه.

وفي دولة عربية أخرى يتكرر ذات المشهد , فرئيس الوزراء السابق يحسب نفسه هو الحاكم الشرس ويسعى لتقويض إرادة ودور اللاحق , وهذا يعني أن تلك الدولة تنحدر إلى ما هو أسوأ.

فالعجيب في مجتمعاتنا أنها لا تستوعب مفهوم الرئيس السابق , أيا كان منصبه , فما أن ترتبط كلمة رئيس بأي منصب , حتى يتحول إلى منصب مصيري لا يتنازل عنه الذي حلّ به إلا بالموت , ولا يمكنه أن يتفاعل مع غيره إلا بصفته رئيس.

بينما في المجتمعات المتقدمة , يكون منصب الرئيس عبارة عن وظيفة ذات مسؤوليات , على الرئيس أن يبذل أقضى ما يمكنه للتعبير عنها بوطنية وأمانة ونزاهة وإخلاص مطلق , وأي خلل في تأديته لواجباته يعرضه للمساءلة أمام ممثلي الشعب.

ويبدو أن مجتمعاتنا لا زالت بعيدة عن التعامل مع أي رئيس سابق على أنه مواطن قام بواجبه الذي أنيط به لفترة محددة بقانون.

وهذا يعني ان ثقافة تبعية الأشخاض هي السائدة , وليس ثقافة الوطن والمواطنة , وبذلك يحصل الذي يحصل في مجتمعاتنا من تفاعلات وتداعيات خاسرة.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=61360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28