• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الله يحاور إبليس والبشر لا يتحاورون؟!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الله يحاور إبليس والبشر لا يتحاورون؟!!

من أروع الحوارات الموثقة في القرآن الكريم , ما دار بين الله تعالى وإبليس , فقد جاء في محكم الكتاب:
 
"ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإٍ مسنون.
والجان خلقناه من قبل من نار السموم.
وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصالٍ من حمإٍ مسنون.
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.
فسجد الملائكة كلهم أجمعون.
إلا إبليس أبى أن يكون من الساجدين.
- قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين 
- قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإٍ مسنون.
- قال فاخرج منها فإنك رجيم.
وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين.
- قال ربِ فأَنظرني إلى يوم يبعثون.
- قال فأنك من المُنظرين.
إلى يوم الوقت المعلوم.
- قال ربِّ بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين.
إلا عبادك منهم المُخلصين.
- قال هذا صراط علي مستقيم.
إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين.
وإن جهنم لموعدعم أجمعين.
لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم."15-26 – 44
 
وهناك عدد من الآيات التي تشير للمحاورة الرائعة بين الخالق ومخلوقه بديمقراطية غير مسبوقة , وما تعلم منها البشر الذي يقرأ كتاب الله الكريم. 
ومنها:
"وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لآدم" البقرة 34
"فسجدو إلا إبليس لم يكن من الساجدين" الأعراف 11
"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال ءَأسجد لمن خلقتَ طينا"17:61
- "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لِما خلقتُ بيديَّ أَسْتكبرت أم كنت من العالين" 38:75
- "أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين" الأعراف 12
- "لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون"الحجر 33
- "قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين"الأعراف 13
- "قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم" الأعراف 16
- "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا مَن اتبعك من الغاوين" الحجر 42
 
هذه المحاورة تشير بوضوح إلى أن الحوار من ضرورات التفاعل ما بين الموجودات مهما كانت قوية وضعيفة , فهل أن الله تعالى  بحاجة لمحاورة مخلوقه لإقناعه بما يريد , أم أن بإمكانه أن يقضي عليه فورا  , لكنه أعطى مثلا رائعا لا نظير له عن كيفيات وآليات التحاور مع الآخر الذي له رأي , فلم يقضي الله تعالى  على معارضه إبليس , ولم يحشد الملائكة ضده للتخلص منه , وإنما توافق في المحاججة مع طلبه وكأنه وضعه أمام إمتحان عسير , وأوضح له كيف سيكون المصير والعقاب , فلم يخفي عنه شيئا , وإنما بيّن له الصراط المستقيم وعواقب الذين لا يتبعونه , وسوف يكون من المنظرين إلى يوم يبعثون.
 
فلنتأمل ونتفكر ونتعلم , ونواجه جهلنا وسوءنا وعدوانيتنا وقسوتنا على أخينا الإنسان , الذي خلقه رب العالمين بأحسن تقويم.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60277
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19