• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : روح التناص / نصائح وتوجيهات المرجعية الدينية المباركة الى المقاتلين .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

روح التناص / نصائح وتوجيهات المرجعية الدينية المباركة الى المقاتلين

تحفل كل قراءة معرفية جادة بمفاهيم فكرية لأحتواء المنجز وتعزيز النتائج من خلال رصد مرجعياته المكونة ومديات التأثير العام وميزات روافده وقراءة النصائح والتوجيهات التي اصدرها سماحة السيد السيستاني دام ظله الوارف الى المقاتلين في ساحات الجهاد، اثارت جملة من الصياغات المنهجية التابعة لمنظومة فكرية تشكل في حقيقتها الجوهر التكويني المؤسس لفكر المرجعية الدينية الشريفة وهي وصايا الامام علي عليه السلام الى قادة جيشه ، ولو تاملنا في المنجزين لوجدنا روح التناص الايجابي الفاعل الساعي لأستيعاب صيغ الوصايا والارتكاز عليها كجذر مكون للقيم النابعة من جوهر الدين والتقوى كمقوم من مقومات المرجعية الدينية المباركة وتمثل الوصايا نفسها قوة فاعلة متخطية للحدود الزمكانية كمنهج تربوي يصلح لكل زمان ومكان ، ورسالة المرجعية الرشيدة بالعشرين مضمونا انسانيا تقويميا ، وفي هذا الزمن الحرج من حياة المسلمين يعني انها اجراءات فعل تربوي انساني موجه غايته ان يحتفظ الانسان بانسانيته في جميع ظروف الحياة ومنها مواجهة الفعل السلبي بكل ما يمتلك من نوازع القتل والتدمير وحضور هذه الانسانية المسلمة حتى في ساعات الحرب والالتزام بالضوابط التي شرعها الله بحدود وما اوجبته الحكمة من مزايا سلوكية ، لتصبح رعايتها وجوب والاخلال بها احباط اجر وضياع امل . فهم واع قدمته المرجعية المباركة لمعنى الجهاد الحقيقي كونه مفهوما الهيا مقدسا هو في كل المعايير أجل واسمى مما اجرمته هذه العصابات الفاتكة بالانسان باسم الدين والدين عنها براء فهي لا تحمل الا مفاهيم قبلية تنثر الموت والدمار للمسلمين وغير المسلمين ، وتفسر الجهاد تفسيرا عبثيا بعيدا كليا عن روح الاسلام صاحب الرسالة الحضارية التي انقذت العالم من شفا حفرة من النار فكيف لهذه الرسالة الداعشية العابثة ان تعبر عن روح الاسلام ؟ وهي تذبح وتقتل وتقدم الصورة الوحشية عن الدين وهي مجرد عصابات كونها الجهل والحقد والعبث المر ، وبالمقابل سعت المرجعية الدينية المباركة لتحصين روحية المجاهدين بعد ان منحهم الوجوب الكفائي محفزا من محفزات الوثبة الخلاقة ، وافهم العالم ان للجهاد في الاسلام اداب عامة لابد من مراعاتها تمسكا بالفكر المحمدي الرسالي الذي كان يوصي المجاهدين ان لاتغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا صبيا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرا ، البعض للاسف الى الآن يرى ان سطوة السيف التي ذبحت مالك بن نويرة وعبثت بمقدرات الدين وقتلت وداعة الاسلام وامنه وامانه هو نصر كبير ، بينما الحسينيون اثبتوا ان النصر الحقيقي في نزاهة الفعل الملتزم في الشهادة والتضحية والصمود وحيث رسالة المودة وقيم الدين البليغة ، وبهذه النصائح والتوجيهات ارادت المرجعية الدينية الشريفة ان تذكر العالم بالمثل السامية للاسلام وبعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة وبعظم الحسنة بوقايتها عن خطر الحروب التزاما بامر الله سبحانه تعالى واوامر نبيه الكريم (ص) وسيرة امير المؤمنين الذي كان يحذر الناس( ولا احرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها )وليؤسس لنا المفهوم الجوهري لمعنى النصر والانتصار ،( فلا تقوي سلطانك بسفك دم حرام ) وهذا المفهوم الذي تبنته المرجعية الدينية المباركة منذ نشئتها الى اليوم ، وبالمقابل هناك مرجعيات تتحدث باسم الدين من المرجعيات السلفية والقاعدية والداعشية ومن لف لفهم ومن التي تحرض على القتل العشوائي وتحلل لهم سفك دماء الناس بمختلف هوياتهم وتشرع السلب والنهب وهتك الاعراض ، فالغلظة الداعشية عند العالم الغربي ما يماثلها لكن نصائح الرحمة وتوجيهات البشر هي ما يفتقده العالم اليوم ، وثقافة النص البياني المرجعي السيستاني (دام ظله الوارف )اليوم مبنية على الحس القيادي الاسلامي وانسانيته ، بانه يستطيع بهذا الحنو الانساني ان يكون مؤثرا يعبر عن الارث الرسالي المحمدي المبارك فاحدى فقرات هذا النهج تحذر المقاتلين ( واياكم التعرض لغير المسلمين ايا كان دينه ومذهبه ) وتوصيهم بقيم الدين الحنيف ( الله الله في اهوال اموال الناس ، والله الله في الحرمات ، واحذروا اخذ امرىء بذنب غيره ، ولا تمنعوا قوما من حقوقهم وان ابغضوكم مالم يقاتلوكم ) تأخذنا هذه المسارات الى الجو الفكري للائمة عليهم السلام ،وما امتلكوه من قيم نهضوية ، كي لاتكون تلك الاعمال الداعشية هي النموذج الذي يمثل الاسلام في عالم اليوم ولذلك قدمت المرجعية الدينية المباركةهذه الوثيقة لتكون هي رمز الاشعاع المؤثر والقطب الجاذب للفكر الانساني ،




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59416
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28