• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بَشَرْ؟!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

بَشَرْ؟!!



لا يوجد في الأرض وحشٌ يدمّر الجمال , ومخلوقات لا تحترمه إلا البَ شر!!
البشر الذي يضع على رأسه حرف (الباء) ليستر شروره , وفي حقيقته , إنه مجرّد منه , ولا يساوي بطبيعته ونوازع نفسه السيئة إلا (شرّا).

فالبشر عندما يُسقط تاج (الباء) يكون شرا مستطيرا!!

وهذا الشرّ يعمّ أرجاء الأرض , ويترجم أشرس ما فيه من طاقات تدميرية تخريبية توحشية , لا تخطر على بال , لأن الدماغ الشرير بتفنن ويُبدع بأساليب التعبير عن السيئات الكامنة في دنياه المفجوعة به.

شرٌّ متوج بأحرف متنوعة , يتظاهر بها لكنه يسكب محتواه من رغبات الخطايا والآثام , فيقترف أفظع الأفعال ويقوم بأشنع الأعمال , ويدمن على الإجرام  والتنكيل بالناس , بعد أن يخرجهم من صنف الآدمية , ويلصقهم بمسميات فتاكة تبرر حرقهم وذبحهم وتقطيعهم إربا إربا.

فيكون هذا البَ شر  قد أوهم نفسه بأنه يترجم إرادة دين أو ربّ ما , أو يحقق رسالة يتصورها وعقيدة يتوهمها.

ولا فرق بينه في كل العصور والأزمان.

ألا فعلها الأشرار يوم أحرقوا بغداد عام 1258 , وفظائع النازية لا يزال صداها يتردد في الأركان.

البَ شر يمتطي صهوة الدين والرسائل السماوية , ويمضي في غيّه وبهتانه وفظائعه , فيحرق الحرث والنسل والقيم والأخلاق والحضارة والتأريخ.

فإلى متى يبقى الناس فريسة سهلة للبَ شر ؟!

إلى متى تبقى المنطقة العربية عرضة لهجمات المغول التتار , التي تلبس لبوس عصرها , وتنجز الخراب والدمار وتهتك الأعراض وتمتهن الوجود الإنساني؟

فمَن يحمي الخَلق من البَ شر العاصف في أركان الحياة؟!

مَن الذي ينقذ البراءة  والحضارة والتأريخ والدين , والقيم والأخلاق والإنسان من موجات التوحش وأعاصيره , التي تعبث في أرجاء الوجود العربي الإسلامي؟

وإلى متى يبقى الشرّ سلطان , والخير منهزم حيران؟!!
ألا حانَ وقت التلاحم الإنساني لبناء دريئة الخير والمحبة والأخوة والرحمة والتضامن العزيز المِقدام؟!

ألا حانَ وقت الخروج من المُغَفِّلات والمُضَلِّلات التي تبيدنا أجمعين؟!!




 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58528
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29