• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة في قصيدة وطني سجني وسجاني .
                          • الكاتب : خالد محمد الجنابي .

قراءة في قصيدة وطني سجني وسجاني

في قصيدتها الشجية التي تترنم بحب العراق الغالي والشوق لتربته الحبيبة والطاهرة ، تقول الكاتبة والشاعرة دلال محمود ، صليت سنينا ياربي ، مدخل رائع للقصيدة نحن تعودنا ان نبدأ كلامنا بآية البسملة لما فيها من صلاح وهدوء للنفوس ، كلمة صليت أيضا تحمل كل معاني الهدوء ، لأن الصلاة هي احد اركان العبادة التي يكون فيها العبد مع الخالق دون ألأكتراث لأي أمر آخر ، تقول ، في كل صلاة تخذلني ، هنا مناجاة مع الخالق ، تخذلني ، لاتحمل معنى الخذلان المعروف بيننا كبشر ، تخذلني جاءت بمعنى عدم الاستجابة وبحالة من الرجاء ، أعطت للقصيدة رونقا ممييزا ، ترى كيف تكون حالة ابرام العهود مع النفس ؟ انها حالة تتطلب الجرأة المطلوبة لمواجهة الذات وهنا كان ابرام العهود من اجل الضعفاء ، حالة ترفعت بها الشاعرة عن المطالب الشخصية في اروع مثل لنكران الذات والشعور بالآخرين والعمل من اجلهم ، كذلك الترفع عن سائر ألأمور ألأخرى ، الترفع والزهد في توافه ألأمور ، وألأتجاه صوب حب الله والوطن ، تتنتقل الشاعرة الى مناجاة العراق الغالي ، تشتاق الى ترابه و هوائه و ظل اشجاره ، تشتاق لشوارعه لأزقته ، تتمنى ان تسكن فيه ، ان تبني بيتا يطل على ضفاف الشوق المالىء قلبها شغفا للعراق الحبيب ، لاتريد الترف بل لحظة هدوء تطير بها الى احضان الوطن الغالي ، لايحلوا لها العيش في كل بقاع العالم فبقعة صغيرة في عراقها تساوي العالم بما فيه ، هنا يمتحن المرء في مدى حبه لوطنه ، ومن خلال هذا الامتحان تصور لنا الشاعرة مدى ارتباطها بتربة بلدها ووطنها الحبيب ، روعة الاحساس كانت واضحة وكانت تخرج من اعماقها بمساحة كبيرة جدا ، الشاعرة تريد ان تقول ان الوطن هو ليست هذه البقعة المباركة من الارض وفقط بل انه الاحساس المرتبط بألآمان المتأصل والمتجذر في اعماقنا تجاه هذه البقعة ، والتعبير الحقيقي عن الانتماء له في مختلف الظروف ، الوطن هو تلك اللوحة العظيمة التي لاتفارق نظرنا لحظة زمن واحدة ، الوطن هو ذلك الحب الذي لايتوقف و العطاء الذي لاينضب ، تعبير رائع حين تقول الشاعرة وطني احمله في قلبي ، كم هو حجم القلب ؟ الذي يحتضن وطن مترامي الأطراف ، انه تعبير في غاية الروعة وتجسيد لمدى حبها للوطن ، كأنها تقول  :أيها الوطن المستطون في القلب ،أنت فقط من يبقى حبهُ بعد الله ، وأنت فقط من  أحبُ بعد الله ، تتألم لما أحاق بالوطن من مصائب كبيرة وهموم جمة ، واصفة تلك الامور بالحيتان لجسامتها الكبيرة ، لكن تعود وتراهن على عظمة العراق التي لن تنل منها الخطوب في كافة العصور ، تراهن على ان الوطن سيبقى شامخا ، وسينهض من كبوته الحالية ، سينهض بأفضل مايكون ليقهر عدوه أيا يكون ، تراهن على ان التاريخ هو من سوف يشهد على عظمة العراق ، وان الزمان المنتظر للنهوض آت لامحالة ، وان البناء سيعلو بهمة الغيارى الذين جعلوا من حب العراق زادا لهم ، ومن تربته الحبيبة ملتحفا ووسادة ، تراهن على نهوض الوطن وشموخه ، ونحن ايضا نراهن على ذلك ، كل غيور على تربة العراق يراهن على ان المستقبل سيكون هو الافضل مادام هناك رجال تتنفس حب العراق ، رجال سوف تنفض عبار الزمن عن وجه العراق الغالي ، ويبقى الاراذل ممن لايمثل لهم العراق سوى الجنسية وحفنة دنانير ممن يتندرون بالدول الاخرى ويقولون ((( شنو العراق ))) سيبقى هؤلاء يبحثون عن مكان لهم في مزابل التاريخ ، وعلمي انهم سوف لايجدوا تلك ألأماكن ، ويبقى العراق اغلى الاوطان .

 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5396
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16