• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السياسة مهارة تحقيق السعادة!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

السياسة مهارة تحقيق السعادة!!

هل يمكننا أن نعرّف السياسة بأنها مهارات تحقيق السعادة؟

قد يبدو السؤال غريبا , لكنه يمتلك رصيدا معقولا من الواقعية ويستحق النظر والتفكير.

فالمجتعات السعيدة عندها أنظمة سياسية مستقرة , وساسة مرموقون يجيدون فنون الإرتقاء بمجتمعاتهم إلى حالات متقدمة ومتواكبة مع زمنها , وربما متقدمة عليه.

والمجتمعات التعيسة , لا تمتلك أنظمة سياسية واضحة ولا يوجد فيها ساسة محنكون قادرون على أخذها إلى آفاق التقدم والنماء.

فالمجتمعات العربية برغم ما عندها من الثروات , تتميّز بسيادة التعاسة والمآسي والويلات , وقلة الفرح وإنعدامه في بعض المجتمعات التي تستلطف الحزن واللطم على الأموات والتغني بما فات.

مجتمعات فيها كل ما تحتاجه لتحقيق السعادة , لكنها لا تعرفها ولا تقترب منها , ومنشغلة بالصراعات الفتاكة , وبإستحضار أسباب ومولدات الحسرات.

وهذا يشير إلى أن أهم سبب في هذه المعادلة الدامية هو غياب المهارات السياسية , وفقدان البوصلة الوطنية الإجتماعية , وعدم وجود الحنكة السياسية والنظريات التي يسترشد بها القادة في الحياة.

وعليه فأن الجهل السياسي يؤدي إلى التعاسة , والمعرفة السياسية والفهم المعاصر لمهاراتها ونظرياتها يساهم في بناء السعادة.

ولهذا فأن الكثير من المجتمعات برغم محدودية ثرواتها ومصادرها , لكنها إستطاعت أن تبني مجتمعات سعيدة , ومن هذه المجتمعات الصين واليابان والكوريتان.
بينما المجتمعات العربية غنية بثرواتها وتأريخها وتراثها لكنها تتميز بتعاسة واضحة , ويعشعش القهر والحرمان والإستلاب في أركانها.

وهذا يشير بوضوح إلى أن العيب الأساسي يكمن في المهارات السياسية , وليس بغيرها.

فقد يقول قائل ما يقول عن الشعب العربي , ويحلل ويستنتج ويأتي بنظريات وتفسيرات وما يشاء من الرؤى والتصورات , لكنه ينسى بأن المشكلة الحقيقية أصلها في غياب النظام السياسي الناضج الصحيح المناسب ,  القادر على تحقيق السعادة الإجتماعية والوطنية , التي نراها واضحة على قسمات الوجوه الصينية واليابانية والكورية , وأبناء المجتمعات المتقدمة.

بينما لا نرى هذه الملامح على وجوهنا , رغم الثراء الطبيعي والغنى الفاحش قي بلداننا المحكومة بالنفط , والذي عجزنا عن إستثماره من أجل سعادتنا , وإنما حققنا بواسطته أعلى درجات التعاسة الممكنة في حاضرنا ومستقبلنا.


فساستنا وأحزابنا وحركاتنا خبيرة في إرساء دعائم المشاريع المولدة لمزيد من التعاسة والعناء , ولا يوجد نظام حكم في بلداننا يتكلم بلغة الفرح والسعادة والأمل , وإنما جميعها تتحدث بمفردات التهديد والوعيد والخراب , والتعذيب والحرمان والقتل والتغييب في المعتقلات والسجون.

وهي تسعى بجد ونشاط من أجل تعويق حركة الناس وأسرهم في أصفاد الحاجات المتفاقمة , وتسمي هذه الأساليب التعسفية سياسة وحكما , وهي إمتهان وتفريق وتبديد للطاقات , ومحق للبشر الذي لا يمكنه أن يكون  سعيدا.

ويبدو أن من حقنا أن نحكم على أنظمة الحكم في بلداننا وفقا لمقياس السعادة والتعاسة , فإذا كانت السعادة سائدة في المجتمع فهي مقبولة وناجحة , وإذا كانت التعاسة متفوقة فأن عليها أن تعيد النظر بسياساتها وتبتكر مشاريع سعادة وطنية ناجحة.

وأملنا أن نتعلم كيف نحقق السعادة لجميع أبناء البلاد , وعلى الشباب المعاصر المتنور المواكب , أن يساهم في إرساء البنى التحتية لسعادة الحاضر والمستقبل.
ويبقى الأمل حاديا متألقا وواثقا بأن الشمس تشرق والصباح يأزف والحياة تتجدد , وتحقق إرادتها الورفاء الزاهية الجميلة الحسناء!!
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53264
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28