• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحلُّ في النفط ؟! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الحلُّ في النفط ؟!

من أين للمجاميع المسلحة القدرة على إمتلاك القوة والسلاح؟
إنه ببساطة من النفط!!
والحل الأمثل يكون بتخفيض أسعار النفط إلى ما دون الخمسين دولار  للبرميل الواحد , وعندها  سيتحول الإرهاب إلى إعطاب!!
 
ليس خيالا ولا مزحة أو جنونا ما تقدّم!!
فمشاكل المنطقة تفاقمت في بداية الثمانينيات , عندما بدأت أسعار النفط تنتعش , وبإزدياد الأسعار ووصولها إلى ما هي عليه اليوم , نقرأ خطا بيانيا تصاعديا للويلات والتداعيات في المنطقة , وإذا بقيت أسعار النفط في تزايد فأن المشاكل ستتنامى أكثر وأكثر.
 
فهل كان من الممكن أن تحصل الحرب العراقية الإيرانية , وتتواصل لثمان سنوات لولا عائدات النفط؟
وهل كانت الحرب الثانية ستحصل لولا وجود نفس السبب؟
وما يجري اليوم أحد أسبابه الأساسية , عائدات النفط الهائلة التي يتم تسخيرها للخراب والدمار , ونشر العقائد والضلالات البائدة , وتجنيد البشر نفسيا وفكريا وبدنيا للقيام بأعمال بشعة وسيئة , لا تتفق وأبسط معايير القيم والأخلاق الحيوانية وليس الإنسانية.
 
النفط هو العامل الجوهري الذي يغذي الحركات الفتاكة الهادفة للدمار والخراب وتحويل الحياة إلى جحيم مستعر , يغيب فيها الأمن والأمان وتشيع قوانين الغاب الشرسة الفظيعة الخطايا والآثام.
 
واليوم تتحدث جميع مراكز البحوث والدراسات عن تجفيف موارد الشرور , وتتجاهل المورد الحقيقي وهو النفط.
 
هذه النعمة التي حولها أهلها إلى نقمة على حاضرهم ومستقبلهم , ولذلك فعلى الدول القوية المعاصرة إذا إرادت فعلا  أن تساهم في بناء المنطقة وإستقرارها وتفاعلها مع عصرها , أن تتصدى للنفط وتسعى لتخفيض أسعاره إلى أدنى ما يمكن , لكي تحرر مجتمعاته من مخاطر ثرواته الهائلة المسخرة لتدميرهم , وتشريدهم وتعذيبهم وقهرهم وتحطيم وجودهم.
 
فعلى سبيل المثال , ما منفعة النفط للعراقيين ؟
ماذا قدم لهم منذ ألفين وثلاثة وما قبلها وحتى اليوم؟
 
لا كهرباء , لا طرقات لا خدمات , وما قدمته واردات النفط هو الإثراء الفاحش للجالسين على الكراسي , والدمار والخراب الهائل لمدن العراق والقتل المروع لأبنائه , وزيادة الصراعات الداخلية , وتنامي الحركات ذات التطلعات السيئة والمشاريع الشريرة الآثمة.
 
لم يستفد أبناء النفط من النفط , وإنما إحترقوا فيه , وتحولت أيامهم إلى دخان وإنفجارات , وتداعيات وخراب وثبور.
 
فإذا كانت الدول القوية تسعى حقا لتحقيق السلام ومساعدة أبناء المنطقة وحمايتهم من الشرور , فعليها أن تعيد النظر بأسعار النفط , وما عدا ذلك فأنه إستثمار في المأساة وتطويرها , لأن مواردها تتنامى , والعائدات النفطية الهائلة لا توجد عقول مخلصة ومدبِّرة تسعى لإستثمارها في المصلحة العامة , وإنما تحولت إلى ملك مشاع لمن يجلس على كرسي السلطة , ولكي يبقى في قلعته النفطية أطول , لابد له من إدامة لعبة الإحتراق والصراعات التي يغذيها من عائدات النفط الهائلة.
 
قد يضحك مَن يضحك , ويغضب مَن يغضب , لكن الحقيقة يجب أن تقال , فالمصيبة تعاظمت وتفاقمت , والنار تتقد , والنفط ينسكب فيها بلا إنقطاع , ولكي تنطفيئ النيران لابد من إيقاف صب النفط عليها , وما دامت عائدات النفط تتدفق فالنيران ستبقى متأججة!!
 
فالنفط ما هو بنعمة بل نقمة أدرك الناس ما هي!!
والنفط مستنقع الشرور والخطايا , فأردموه حتى يستريح الناس من آفاته الفتاكة!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51497
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19