• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحل القريب البعيد!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الحل القريب البعيد!!


ما هو الحل؟!!
قد يبدو السؤال ساذجا , والجواب مغيّبا أو لا يخطر على بال.

لكن التأريخ الإنساني يؤكد أن لكل مشكلة حل , وأن المجتمعات تواجه تحديات قاسية لكنها تجد لها مخرجا منها.

وكم حصلت حروب وغارات ودمارات ,  لكن الحياة تتجدد وتمضي في دروب الصعود والتواصل والرقاء.

ومَن يقرأ ما كتبه الناس في زمن إحتلال بغداد من قبل هولاكو , يجد أنهم قد حسبوا الدنيا قد إنتهت , وأن العرب لن تقوم لهم قائمة , والدين الإسلامي إنمحق عن بكرة أبيه.

لكن هولاكو إنهزم واستعادت بغداد قوتها والعرب وجودهم ودورهم , ولا يزالون يمثلون روح الدين الإسلامي الأصيل برغم ما يجري ويدور.

وفي حقيقة المسيرة الأرضية التفاعلية أنها صراعات وتحديات , ومؤامرات وتقاطع مصالح وحروب ودمارات.

وقد إنمحقت دولا أوربية كألمانيا وفرنسا وإيطاليا ولندن  وكذلك اليابان في الحرب العالمية الثانية , لكنها عادت أحسن مما كانت عليه بتفاعل أبنائها وإصرارهم على التحدي والبقاء , والإنتصار على الهزائم والتداعيات والفوضى والإضطرابات.

ومجتمعنا الذي يعيش أقصى درجات التداعيات المتنوعة , يمكنه أن ينتصر عليها جميعا ويعيد المسيرة الوطنية إلى سكتها الحضارية المعاصرة.

فكل شيئ يصل إلى ذروته يبلغ منتهاه , ولا بد له أن يغيب ويتحرك في أفق الحياة سِواه.

وفي واقع ما يدور لا بد من إعمال العقول وطرح جميع الخيارات , وتقيمها بعلمية وموضوعية ووطنية ونكران ذات , للوصول إلى برّ السلامة والتقدم والأمان.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال التمسك بالحل العسكري لوحده , فالقوة لا تحل المشاكل وإنما تتسبب بمضاعفتها , ومن الصواب أن يكون للقانون العادل فعله وسلطته وقوته , وللدستور الوطني النزيه بوصلته الراشدة الراجحة الجامعة المانعة.

وفي هذا المعترك المتأجج يجب بذل أقصى النشاطات السياسية الإيجابية , والتفاعلات الحوارية الناضجة المعاصرة المثقفة , التي تستحضر آخر ما توصلت إليه نظريات الحوار وحل الأزمات , لكي يفوز الجميع وينتصروا على المأساة التي أحاقت بالبلاد والعباد.

قد يكون هذا الكلام ضرب من الخيال , لكن الأمم أقدمت على خطوات جريئة متميزة ونوعية لإنقاذ وجودها , والحفاظ على كيانها وهويتها وقدرتها على الحياة , فالظروف الصعبة بحاجة لعقول ألمعية وخيارات غير مسبوقة , وذات قدرة فائقة على صناعة السلوك الإيجابي والتفاعل الجماعي المثمر.

فالإتحاد يذلل الصعوبات ويحل المشاكل والفرقة تنميها وتعقدها ,  وبغير الإعتصام بالإرادة الوطنية الواحدة , لن يكون الحل الشافي , وإنما يؤسَس لمسيرة صراع داخلية مريرة , ستتطور لتحيل البلاد من أقصاها لأقصاها إلى خراب.

إن إغفال الأسباب الكبيرة التي أدت إلى التداعيات الخطيرة , سيساهم في مضاعفة الإنهيارات والهزائم والخسران.

فالمجتمع اليوم مطالب بالوقوف أمام المخاطر بثقة وإرادة جماعية , بعيدا عن أي نشاط فئوي وإنحيازي لأي طرف كان , وعلى القوى الإقليمية أن تكف عن تدخلها بشؤون البلاد , وتترك العراقيين يحلون مشاكلهم بأنفسهم , لكي ينتصروا على أسباب إنهياراتهم المتلاحقة!!

فهل ستستجمع البلاد عقولها الخبيرة المتنورة , وتتفاعل بعزم وطني مشترك متلاحم , لرسم خارطة وآليات الخروج من مستنقع الويلات والتداعيات؟!!!

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50882
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28