• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أحلامنا!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

أحلامنا!!

أحلامنا , تكدّسي فوق الربى , وجالسي السرابْ , وحطمي جماجما , وواجهي العقابْ , وتعلّمي من بائسٍ , وشاكسي العذابْ , وهللي لموجع , وعانقي الخرابْ , لا تسألي عن قادم , واحْتضني الضبابْ , لا تأكلي من أحرفٍ , ونادمي الغرابْ!!
 
أحلامنا , يا ساحة محدودة بالألم , مجروحة بسيف نبع الظلم , منثورة في باحة من سأم , محروقة بنارنا ودمعنا ونزيفنا , وبريق صوت الندم , آهاتنا أحلامنا ولساننا كالقلم , وعيوننا كنقطة , لحروف صوت الكلم , مَن داسنا بصخرة , من لهبٍ وغضب , في ليل أمّ الضَرم؟
يا آهة فواحة بعطر ذاك السَقم , يا نظرة مشلولة بداء موت الحلم, يا أنّة مطلوقة من جرح صدر الشمَم , ما لي أرى ما ينتهي للعدم!!
 
أحلامنا , يا أرضنا وسماءنا , وطريقنا في بحر آه الوجعِ , وفؤادنا ذاك الذي , في نبضه خناجر من خُدَع , سلّمْ على أحوالنا , بلسان قمريةٍ في سجع , واسكبْ على أوطاننا , سلاف روح الوَلع!!
 
أحلامنا , تلهو بنا , نلهو بها , نمضي بها , تمضي بنا , من ضائع لضائع , نمشي على دروبها
كأننا في الواقع , وأننا في رحلةٍ , ما بعدها من راجع , قد عانقت آمالنا , أهوالَ يومٍ فاجع , وشاركت أفكارنا , أهداف عصر جائع , وغامرت أعمارنا , وساهمت بصنع أمر قاطع , لا تيأسي أجيالنا , من ناصب وجازم ورافع , وتعلمي من جرحنا وويلنا , ورؤيةٍ كنجمة بضوئها المشعشع!!
 
أحلامنا , يا غابة من لهب وقنبُل , وحفرة من عَجب ومَقتل , وبركة مشحونة بمشاكسٍ ومُعربد ومُشكل , ومزنة لا تبرق , وصرخة لا تُسمع , وآهة في المَحفل , من زارنا في أسْرنا , وداسنا برَكبهِ , وشقنا كسنبل بالمنجل , هل تعلموا ماذا جرى , أم كلنا في عز عرش المَغفل؟!!
 
أحلامنا , هل تدركي وتتنوري , وتتعقلي , قولي لجمعٍ بائسٍ لا يجتلي , إنّ الزمان غائب , والبحر والأجواء تغتلي , ومصيرنا يا يومنا كالحَنظل , لا تدّعي ما تدّعي من وجل , يا يومنا إبكي على أيامنا واسكر بها , دموع نهر الخجل!!
 
أحلامنا , مكتوبة بدمائنا , بدموعنا , وسطورنا كعروقنا , ولونها كوريدنا , وحروفها كشعرة في جسمنا , وخطوطها كأننا , ماذا بها سطورنا , أوجاع ليل حائر , أصوات بؤس غامر , نحيب أم تشتكي , وصرخة لا ترتقي لسمعنا , مالت بنا أيامنا , من صاعد لنازل , وشاركت ويلاتنا بالهائل , وفجرت آلامنا , أنظر إلى أحوالنا يا عصرنا , سَتسأم وتألَم , وتنتهي وتُهْزم , وتنحني لهمّها , وببهتها ستختم , يا عصرنا , لا مُنهكٌ كعلة التشرذم , ما حيلتي والنار فوق الأوْرق , والقتل فعل الطرُق , والليل أبن الأرق , والناس في مخاضة ومَقلق , يا عصرنا , قد عشتَ في منزلق , فتراقصي يا أمةً من فَرقِ , وترنمي بلحن موج الغرق!!
 
أحلامنا , لن تفعلي ما ينفع , لن تحملي ما يَسطع , بل أنك في واحة من كَلل , فتنبهي وترفعي
وتفهمي وتمنّعي , لا تنطقي ما تدركي , قولي بها , لا أفقه , لا أعلم , لا أسمع , فالصم والبكم دوما يشفع!!
 
أحلامنا , دخانها يخنقنا , والناس فيها تُضرمُ!!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48873
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18