• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ذي قار حضارة وثقافة وفن .
                          • الكاتب : علي ساجت الغزي .

ذي قار حضارة وثقافة وفن

 تضم محافظة ذي قار اكثر من 1100 موقع آثاري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والعصر الإسلامي، وتعد ذي قار من ابرز المناطق العراقية الزاخرة بالمواقع الاثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم وزقورة أور التاريخية، فضلا عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ القديم...
وتعتبر ذي قار من المحافظات الكبيرة بكل شيء مساحتا وعدد سكانها والمتميزة فكريا وثقافيا وفنيا فهي صاحبة الارث الحضاري الثقافي والفني فهي من انجبت الكثير من الاسماء التي هزت المسارح والمنتديات والجلسات المحلية والوطنية والعالمية واخذت الحيز الاعلامي والعلمي الاكبر ... وبعد سنين طويلة جاء اليوم الذي حلمت به ذي قار بان تكون عاصمة للثقافة والمثقفين وتتوج بتاج ملوكها الذي فقدته منذ سنين طوال اثر الاهمال الواضح من قبل الخائفين من  نهوض ذي قار الى عهد القوة الذي كان يمثل الثورات ضد الظلم والجور فقاموا بدثر تلك الحضارة واهمالها .. الا انه مثقفيها ومحبيها ابو ان تندثر الزقورة والقصور وتلك الشواهد والمعالم ..حيث تعتبر محافظة ذي قار مدينة ابو معيشي (مته يلتم بعد فركه شملهه ) وعريان (انا شروكي ) وداخل حسن ( والمواويل ) ومحمد صبري الفنان الذي طرز لوحاته بحب الناصرية ورحيم الحصيني الي ترك ارث من المؤلفات والفكر الحوزوي والانساني والاخلاقي وياسر البراك الانموذج المسرحي الذي يربط بين جيلين كبيرين والناصرية دار التي انجبت عبد الرزاق سكر والكاتب احمد الباقري كل هذه الاسماء التي امتزجت اسمائهم وافكارهم وكلماتهم مع ملوحة ارضهم وطيبة اهوارها وقصبها ليكونوا ذي قار عاصمة الثقافة العراقية  ... حيث تعتبر ذي قارهي صاحبة الثراء الثقافي العراقي والتنوع الحضاري والمعرفي وتعدّد المدارس الفكرية والثقافية والفنية، ويمكن أن تكون ذي قارهي عامل توحيد في إطار ثقافة عراقية موحدة وليست واحدة، متعدّدة الانتماءات ولأطياف، وتكون موحدة التوجه والأهداف، ذات أبعاد إنسانية تقوم على تمجيد قيم الحرية والجمال والعمران وإظهار معالم المحافظة والتعرف عليها من قبل الزوار لتكون قبلة لكل المحافظات ، حيث يعتبر تعدد الحوارات والملتقيات وسيلة سليمة للتفاعل والتواصل وهو الأمر الذي ينبغي لصاحب القرار إدراكه والتعامل معه، بغضّ النظر عن التوجه السياسي والانتماء الآيديولوجي والانحدار الديني أو العرقي وغير ذلك، ففي نهاية المطاف لا يمكن حصر الثقافة والمثقفين ضمن قالب أو تطويع أقلامهم أو ريشهم أو قصائدهم أو مسرحهم أو أفلامهم أو منحوتاتهم أو مقطوعاتهم الموسيقية أو غير ذلك من وسائل الإبداع، لأن الفن والأدب والثقافة مثل كل شيء في الحياة تعددّي، بل هي تعددية بامتياز بطبعها، والفنان والأديب والكاتب له خصوصيته التي ينبغي احترامها ولا يمكن تدجينه أو ترويضه في هذا القالب السياسي أو هذا الإطار التحالفي أو ذاك، لأن خياره الأساسي هو الحرية، والتعريف الحضاري لمحافظتنا فيجب الوقوف الكل بصف واحد وتحت خيمة واحدة وهي اعادة حضارة ذي قار الى عاهد عصرها ورجوع المثقف الذي قاري الى قمة الهرم الثقافي والفني والعلمي .....
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46717
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18