• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : اُخْرُجْ مِنَ الكَلِمَاتْ .
                          • الكاتب : احمد الماجد .

اُخْرُجْ مِنَ الكَلِمَاتْ

 اُخْرُجْ مِنَ الكَلِمَاتِ واْدْخُلْ ثَوْرَةْ
يا فَارِسًا مَا زَالَ يَرْكَبُ مُهْرَهْ
 
اُخْرُج مِنَ التاريخِ، عِمْتَ مُخَلَّدًا
يا مُبْدِعًا بالمَوْتِ أَبَّدَ عُمْرَهْ!
 
ومُدَجَّجًا بالوقتِ لامَةُ حَرْبِهِ
مَاضٍ يَعُوْدُ لكيْ يُوَاجِهَ عَصْرَهْ
 
اُمْدُدْ خُلُوْدَكَ، سَوْفَ يَنْكَمِشُ الرَّدَىْ
وتعودُ مِيْلادًا يُعَانِدُ قَبْرَهْ
 
آتٍ يُؤَرِّقُكَ القدومُ، على بُرا
قِ الوقتِ، تَمْنَحُ للعَقَاربِ دَوْرَةْ!
 
وتدورُ حَوْلَكَ لَسْتَ صُوْفِيًّا ولـ
كِنْ كنتَ ميزانَ الوُجُوْدِ وقُطْرَهْ
 
آتٍ مِنَ القُرْآنِ تَبْتَذِرُ الثرى
(توحيدَ)هُ وتَعُوْدُ تَحْصُدُ (قَدْرَ)هْ
 
وتَظَلُّ تبتَكِرُ المَرَايا رَاحِلًا
ما زالَ يُنْجِبُ للمَسَافَةِ غَيْرَهْ
 
وهُدَاكَ يَنْصِبُ في خُطَاكَ سَلالِمًا
مِنْ آخِرِ الدُّنْيا لآخِرِ سِدْرَةْ
 
اُخْرُجْ من الأرْحَامِ لستَ مُأَيَّنًا
كيْ تختُمَ الدُّنْيَا وتَبْدَأَ غُرَّةْ!
 
اُخْرُجْ مِنَ الآبادِ أجيالًا، مِنَ الـ
كثبانِ أَسْرَابًا فرُوْحُكَ حُرَّةْ!
 
تَتَوَحَّدُ الأحقابُ كي تَتَوَزَّعَ الـ
آفاقُ منكَ هُدَىً يُعَوْلِمُ دَوْرَهْ!
 
وبحَجْمِ ما امْتَازَتْ حروفُكَ حَجْمُ ما اتـْ
تَسَعَتْ صَدَىً غَضًّا جَنيَّ الوَفْرَةْ!
 
لكَ مَوْلِدَانِ: فَمِنْ مَخَاضَاتِ الطُّفُوْ
فِ لرَحْمِ أُمِّكَ، مَشْرِقَانِ وبُكْرَةْ!
 
تجتازُ طَلْقَ الرَّحْمِ، طَلْقَ الجرحِ أعـ
مارًا وتقتحِمُ الوُجُوْدَ بكَثْرَةْ!
 
قل لي بأيِّ الطلقِ جئتَ وكم دَخَلْ
تَ وكم خَرَجْتَ بعِبْرَةٍ وبِعَبْرَةْ؟!
 
يا أيها الشَّيْبُ المُخَضَّبُ بالسَّمَا
ءِ سَقَطْتَ نَجْمًا وانقَسَمْتَ مَجَرَّةْ!
 
في كُلِّ ليلٍ في المدى، في الوقتِ، لاْسْـ
مِكَ موعِدٌ يدنو ويُشْعِلُ فَجْرَهْ
 
كُلُّ الوُجُوْدِ تَمَخَّضَتْ أعشاشُهُ
بكَ مِنْ هُدَىً لهدىً يجرِّدُ ثغْرَهْ
 
في فَتْرَةٍ فَتَرَتْ عَقَارِبُ وَقْتِهَا
أَنْزَلْتَ فأسَ الوَقْتِ فوقَ الفَتْرَةْ!
 
لَمَّا الزَّمَانُ خَبَا، رَبَتْ أصنامُهُ
وبدا بهِ هُبَلٌ يمارِسُ دَوْرَهْ:
 
فاجأتَهُ بينَ الحِجَارَةِ مَارِدًا
وبَرَزْتَ عِمْلاقًا يحاصِرُ جَوْرَهْ
 
لم ترضَ أن يَطَأَ الغُبَارُ تُرَاثَ جَدْ
دِكَ يا هُبُوْبَ الوَحْيِ يَنْفُضُ حِبْرَهْ
 
بَدَّدْتَ حُلْمَ الجَاهِلِيَّةِ ذَاتَ طَوْ
رٍ فيهِ جَدُّكَ فيكَ عاوَدَ طَوْرَهْ!
 
وخَرَجْتَ مِنْ بينِ الكِسَاءِ مُدَجَّجًا
بالذكرياتِ يَشُكُّ قوسُكَ طُهْرَهْ
 
مِنْ ذَلِكَ البيتِ المُعَبَّأِ باليَقِيْـ
ـنِ بَرَزْتَ تَلْتَقِفُ الرِّمَاحَ بِنَظْرَةْ!
 
حتى إذا نَزَفَتْ رُؤَاكَ على الثَّرَىْ انْـ
قَسَمَتْ وراحَ الجُرْحُ يُطْلِقُ طيرَهْ
 
سَتَظَلُّ تَقْتَحِمُ الرَّدَىْ مُتَقَلِّبًا
في الثائرينَ، يَفُضُّ دَهْرُكَ خِدْرَهْ
 
تنمو الحقيقةُ في ظِلالِكَ حُرَّةً
وتُطِلُّ قربانًا وتنثُرُ عِطْرَهْ
 
ما زالَ أفقُكَ يقتفيكَ يَرَاكُ تَغْـ
ـسِلُ في السَّمَا لَيْلًا وتنشُرُ بَدْرَهْ
 
وتَحِلُّ في طَرَفِ الغِيَابِ تَصُبُّ أَشْـ
ـجَارَ السَّمَاءِ صَدَىً نبيَّ الحُمْرَةْ
 
ما زلتَ تتلو مُصْحَفَ القِيْثَارِ كَيْ
يَمْحُوْ الخَرِيْفُ شِفَاهَهُ المُصْفَرَّةْ
 
يا أَيُّهَا الجَسَدُ المُمَزَّقُ رَاحَ يَقْـ
ـتَسِمُ الوجودُ يَدَيْهِ، يَغْرِفُ نَحْرَهْ
 
عالٍ، ظِلالُكَ في الدُّرُوْبِ كَثِيْرَةٌ
لكَ ها هناكَ وها هنالِكَ حَضْرَةْ!
 
ناهَزْتَ بالأمجادِ: أَلْفَ رسالةٍ
حمراءَ ألفَ حكايةٍ مُخَضَرَّةْ
 
عُمُرًا تسيرُ مِنَ اخْضِرَارِكَ لاخْضِرَا
رِكَ، رُبَّ فلاحٍ يُقَلِّمُ دَهْرَهْ
 
لا زِلْتَ يا عَجَبًا ترابُكَ أَخْضَرٌ
أَفَكُنْتَ جُثْمَانًا ثَوَىْ أم بِذْرَةْ؟!
 
تنمو جراحُكَ في الضَّلالِ هُدَىً كما
تنمو بُذُوْرُ الوَرْدِ فَوْقَ الصَّخْرَةْ!
 
ها أنتَ تبتَكِرُ المُضَارِعَ تَحْفُرُ الـ
ماضي فيرتَشِفُ المُضَارِعُ بِئْرَهْ
 
خَصْبَ الحِكَايَةِ تَسْتَجِدُّ بثورةٍ
تحيا مِرَارًا حينَ تُقْتَلُ مَرَّةْ!
 
لا زلتَ تخترعُ الجهاتِ مِنَ الجِرَا
حِ إذا انقَسَمْتَ، فِدَاكَ يا للفِكْرَةْ!
 
يا أَيُّهَا الجُرْحُ الضَّلِيْعُ إذا ابتدا
رَسْمَ الخلودِ خُطًا وأَبْدَعَ حَفْرَهْ
 
ها أنتَ تَقْفِزُ فوقَ جُدْرَانِ الظَّلا
مِ وتستطيلُ غَدًا وتُتْقِنُ نَشْرَهْ
 
ما زلتُ أقرأُ قِرْبَةَ العباسِ في
عَطَشِ الحسينِ، وكلَّ وعيٍ قَطْرَةْ!
 
أهواكَ يا ظمأَ الحياةِ كمِ استحا
لَ الجرحُ خُبْزًا واقْتَسَمْنَا الكِسْرَةْ
 
أتكونُ مَيْتًا قلْ إذنْ كيفَ ارتحلـ
تَ وأنتَ تخطو ما تَزَالُ بِكَثْرَةْ؟!
 
إني أعيذُكَ أنْ تَكون كما تُرَىْ
قبرًا وأنْ تحوي اتِّسَاعَكَ حُجْرَةْ!
 
بل أنتَ باقٍ لو تشاءُ أَعَرْتَنِيْ
رُوْحَيْنِ مِنْكَ ومَطْلَعَيْنِ وثَوْرَةْ!
 
اُخْرُجْ مِنَ الشُّبَّاكِ وامْدُدْ عُمْرَكَ الـ
كونيَّ مِضْمَارًا، وسَافِرْ عَبْرَهْ!
 
وابذُرْ شَهِيْدَكَ سوفَ ينتفضُ الثرى
يخضرُّ بالذكرىْ وتَقطِفُ زَهْرَهْ!
 
مِنْ أينَ أبدأُ؟ أينَ أَخْتِمُ سُبْحَةَ الـ
آبادِ؟ هل يُطْوَىْ الخُلُوْدُ بِسَفْرَةْ؟!
 
من أينَ أختمُ؟ أينَ أَبدأُ قِصَّةَ الـ
رَّمْلِ الذي لا زَالَ يوقدُ جَمْرَهْ؟!
 
أَقْسَمْتُ أنْ لا أَدَّعِيْكَ قصيدةً
بيني وبينكَ مَصْرَعٌ مِنْ حَيْرَةْ!
 
وبأيِّ مَعْنَىً أَصْطَفِيْكَ؟ يَخُوْنُنِي
قَلَمِيْ وأفقِدُ بامتدادِكَ شِعْرَهْ
 
أَسْتَهْلِكُ الشُّطْآنَ فيكَ؟ وأنتَ مَعْـ
ـنَىً لا يُحَدِّدُ بالشَّوَاطِئِ بَحْرَهْ!
 
في إثركَ الصَّفَحَاتُ تَتْرَىْ أنتَ فيـ
ها فارسٌ ما زالَ يَشْهَرُ سَطْرَهْ
 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46691
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19