• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : عراق الثرى .
                          • الكاتب : بهاء الدين الخاقاني .

عراق الثرى

عراقُ الثرى سجّادة للسجودِ ... بكلّ الخطى وحيُ الهدى لوجودِ
على فمهِ عطرُ ابتسام ملاعبٍ ... وعرش له بيت القصيد قصيدي
وتترى قرون للطغاة تنافستْ ... زوالا ليلقهاها اندحارُ عقودِ
وهذا عراق الاصطبار مطاولٌ ... كأن الثرى تسقى بماء خلود
اذا ما ترى من شاعر قلما هوى ... فهذا انطفاء الشمس،عصرُعبيدِ
وما الماء ممنوعا طبيعة راوي ... فذا موطني فيضٌ طباعُ ولودِ
جراحُ سياط الظلم موقعُ نبتةٍ ... على جسدٍ بشرى فصول سعيدِ
فكم قمةٍ بين المشانق روضة ... لتطلق حرا في جناحِ شهيدِ
فؤادي عراقٌ في رسالة آدم ... تفاخر فيه الأنبياءُ لعيدِ
وأضرحة تلك القباب بنطفةٍ ... لتعذق من طهرٍ صلابَ حشودِ
فانْ متّ قبري كالنخيل شوامخ ... لترصف سقفا من شموخ لحودِ
بباقي عظامي أستعيد لبانة ... لأبنيه منها موطنا بجديدِ
سأغسلها هذي الدماء بدمعتي ... بعصر انعدام للضمير و جودِ
على كلِّ شبر معبرُ اللهِ ناطق ... بأنّ السما تهديهِ كسرَ قيودِ
على جيف الأعداء من نتن جرى ... يضوعنا عنها الشهيد بعودِ
وكأس الردى يبقى غديرَ انتفاضةٍ ... لعدل نظام وانتظام نشيدِ
وعرْفٌ لدى الأحرار ان أغفلوا الحِجا... تهبّ عليهمْ داجياتُ حقودِ
 ودجلة هذي والفرات مطارحٌ ... تراءت الى الأفلاك نجم سعودِ
وفي راية ألوانها رمز حكمةٍ ... وعفوا صفي الدين قول مُعيدِ
فذا الأسود الأقوى فضيلة قاهر ... بصفحته الكحلاء نورُ شهود
وذا الأبيض الأنقى مناقب عادل ... يصون سبيلا في وفاءِ عهودِ
وذا الأحمر الأزكى طباع أصالة  ... لرمز جراحاتٍ وحصن أسودِ
وذا الأخضر الحاني منابت روضة ... تديم على الانسان عزة صيدِ
يجللها لفظ الجلالة عاصما ... دوامَ ارتقاءٍ واكتمالَ صعودِ
عراق بلون الطيف موطن اُمّةٍٍ... أيا وحدة العنوان كنتِ فسودي
دواوين انشاد وجمعُ مرابدٍ ... يرنم فيها عاشقٌ وبعودِ   
وما ترفٌ للفكر يكتب كاتبٌ ... ولكنّ تحريرَ العقول و جيدِ
وتلك شعاراتٌ بيانُ عواجز ... اذا لم يكن عدلا نهج عتيدِ
عرفنا علاجَ الأجنبيِّ وأمْرَهُ... ولكنْ جهلنا أمرَ جور حسودِ
وما الشعرُ في البلدان الا نبوءة ... تنبه شعبا كيف كسر قيودِ
فلا تسألِ الأوطان عن مكسبٍ سدى... اذا أنت لم تمنحْ عطاءَ مفيدِ
يضيعُ على العُرّاف كنه بلادهم ... اذا استجهلوها في عراق عميدِ
وان البطون الجائعات هلاكه ... اذا لم يمد عرشٌ  كفوفَ حميدِ
لدينا قلوب العالمين رياضنا ... جراحاتنا تندى بشوكِ ورودِ
فما زال سوق بالنذالة حاشدا ... بخير وشر في دروب عنيدِ
وطائره موج الدماء يحوطه ... تحلقُ مجروح لحكم سديدِ
وغطت عيون العالمين نزيفه ... لثأر قديم من قصاص جدودِ
ولكن على ما أنتَ أفديك موطني ... سبيل تراءى لي يقين لبيدِ
وذا قلمي لوحات نفسي فنونه... تفجُر نبضٍ من وجودِ فقيدِ
كفوفٌ بكف البحر تعقد موجة ... دعاء قنوت في دموع خدودِ
أيا موطني وقع السجون لحونه ... جماعية تلك القبور ببيدِ
فما كنتَ سهلَ الانقيادِ لسلطة ... وخصمك دوما منك عند جديدِ
وسبورة في الجسم خطتْ فواجعا ... وقارئة  حيرانة بعديدِ
فما كل ما ندري يقال بيانه ... تجلد اسرار بصمتِ جليدِ
ولكنْ بني النهرين ليسوا لفتنة ... بلاءاتهم في البين شوط رشيدِ
على كلِّ حمراء الزهور هتافها ... عراقا، حصيدُ الحرِّ بين بنودِ
فذا النخل اِلّا وهْو في الموت واقفٌ ... وتالاته تنمو بخضرةِ عودِ
فذا لحن قلبي من أنينكَ موطني ... اليكَ القوافي من نزيف وريدي
أيا أمّة الدنيا حياتك وهجُها … عراقٌ ينميها، على مَ تكيدي
.                




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4552
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18