• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : أمامَ ضريحِ هابيل!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

أمامَ ضريحِ هابيل!!

قلْ لقابيل لماذا سَنّها
قتلةٌ أولى وقتلٌ بعْدها
 
ها هنا هابيل يرعى جُرحَها
ويُنادينا لجورٍ طبعُها
 
نفسنا طينٌ ونارٌ فِعلها
ولطينٍ دونَ وعيٍّ همّها
 
دارتِ الأيامُ أو غابَ الألى
بدروبٍ ما اسْتعادتْ رُشدَها
 
كلّ جيلٍ فوقَ جيلٍ إرتمى
وبحَيفٍ يتسامى جمْعُها
 
ظلمتْ دوما وأعْلتْ ظالماٌ
فاكشفِ النفسَ وعاينْ ظلمَها
 
ما تساوتْ بخليقٍ وارْتضتْ
أنْ يكونَ في زمانٍ غيْرها
 
عَجِبتْ روحٌ أرادتْ حُجّةً
واستجارتْ بسماءٍ فوقها
 
وتدانتْ منْ جموعٍ أُوُجِعتْ
أجّجَ الشرُ لهيبا تحتها
 
هلْ تداعى الخيرُ في بئر الهوى
وأماطَ الشرّ بابا ضدّها
 
إنّ هابيلَ قتيلٌ مذعنٌ
وكذا الإذعانُ يبقى زيتها
 
قد جرى ماءٌ بأرضٍ أذعنتْ
لمياهٍ بصخورٍ سدّها
 
صخرة الأرض تحدّتْ جاريا
وأرى الإنسانَ أشقى حدّها
 
ما تعالى يتهاوى خائبا
سِنةٌ دامتْ وأنّى قهرها
 
هل لقتلٍ بحياةٍ مُبتغى
كيفما دارتْ تنامى قتلها
 
أرضُنا تحيا ويَشقى أهلها
إنّها تدري ويمضي أمْرها
 
إنّ حواءَ ستبقى أمّنا
ولقابيل كأمٍ إنّها
 
لا نلومَن سلوكا بل نرى
طبعها الأرض أميرٌ عندها
 
علّمتنا كيفَ نغدو أكْلةً
قد طبخناها ونأبى أكلها
 
وُلِد الشرُ عفيفا فاعلا
يَدهمُ الخيرَ فيُردى حَيفها
 
قالتِ النفسُ كلاما مُطلقا
إنني ماءُ وأنتمْ أرضَها
 
يابسٌ عِرقُ وجودٍ ضامئٍ
فاترعِ الكأسَ بخمرٍ واسْقِها
 
سَكرتْ أرضٌ وطاشتْ وارْتوتْ
بنجيعٍ فاسْتعادتْ خطوَها
 
إنّها دارتْ وتأبى وقفةً
وأرى تخشى هجوما نحوها
 
فادْركوا فعلا رشيدا آمِنا
أمّنا الأرضُ ونالتْ سُؤلها
 
هلْ وعينا سرّ خَطبٍ دائبٍ
كلّما زدنا تنامى نَهمها
 
أطعمتنا ورعانا حُضْنها
وترانا ذات يومٍ مُلكها
 
حارتِ الأفكارُ أو ضاعَ النُهى
إنّها دارتْ فعِششنا طحْنَها
 
وانْتشرنا بربوعٍ أنْجَبَتْ
لونَ مَوجودٍ فأنْمى عِشْبَها
 
إختنقنا بوعاءٍ دائرٍ
فتناحرْنا وذقنا مُرّها
 
وألِسْنا مِنْ ركودٍ جاثمٍ
فاندَفعنا وأقِمنا غابها
 
تلبسُ النفسَ قِناعا كاذبا
كشّرَ الوَحشُ فأبْدى وجْهَها
 
إنّ هابيلَ قتيلٌ سَرمدٌ
وبها القابيلُ أعلى رايَها
 
وكذا تبقى وتسعى للردى
وبها الأجيالُ أضحتْ مَوجَها
 
فاجْعلِ الحربَ صِراطا قائما
وابْعدِ السلمَ وعارِضْ وَهْمَها
 
ذِئبُها ذئبٌ ذؤوبٌ فاتكٌ
وضراها قد أدامتْ مَجْدَها
 
بينَ قابيلٍ ونفسٍ أسْلَمتْ
أذكتِ الأيامُ فحْوى دَهرِها
 
5\3\2014



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45397
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19