• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : سُرّ ما خَطرْ!!(37 , 38) .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

سُرّ ما خَطرْ!!(37 , 38)

- 37 -
الإرادة تتعرى على ضفتي نهر السين
لتعلن أن العقل مبدع خلاق
ومبتكر عملاق
فالضفاف تتكلم بلغة الكينونات الكبرى
وتتباهى بعنفوان الرؤى
فهل أن الموج العاتي يلد أفكارا ذات صخب؟
وكيف يستطيع الإنسان أن يتفجر إبداعا
ويبعث القوة والهيبة في المكان
ماذا يقول النهران عندما ينظران ضفاف نهر السين؟
 
إنّ المقارنة ضرب خيال
فالعيب ليس بالنهرين وإنما
بالبشر الذي يتوطنهما
العيب فينا جميعا
وهذا ما جنته علينا خرافات الأزمان
 
إنسانٌ ينكر نهريه
ولا يعرف قراءة لغتهما والتعبير عن إرادتهما
فالضفاف خاوية
كئيبة مقفرة مسكونة بالويلات
 
أيها السين الأكبر
مَحَوتَ معنى النهرين
فأدركت بأن الحاضر والمستقبل من صنع أهلهما 
فدعني أعيش كالطير الهائم فوق أمواجك
وإسمح لي أن أتنعم بضفافك الحسناء
وسأكتب وأكتب عن جمالها
وروعة الإبداع والبهاء
وأضواء الأفكار وأنوار الرؤى الشماء
 
يا نهر السين 
أتعبني الحنين
لأمواج النهرين 
وأنغام معزوفات كهف القاطول
الذي تحول إلى قفراء
وكأن صخوره تبكي
وأكاد أن أسمع نشيجها
قتلنا الكهف ومحقنا نبضات حياته
ولا زلنا نفعل المزيد 
من الخراب ونستحضر أسباب الغياب
رحِم الله كهف القاطول وضحكات مياهه الرقراقة السناء!
 
- 38 -
يا "سين" الأحلام الباريسية
وصوت الروائع الإبداعية
كيف تنهمر قطرات الأفكار على سطور التراب
وتكتب ملامح المسيرة الإنسانية
هل أن غناء أمواجك وألحان تيارك
توقظان الأعماق
وتستحضران قدرات الإدراك
وتبنيان شوامخ المسرّات الأرضية
 
النهران في بلادي
أمواجهما تبكي وتمضي في مسيرات نحيب
فتنهزم الأطيار والأفكار
وتغيب الحياة
 
فنحن نجيد لغة البكاء
ونبدع بسلوك الخواء
نحن مجتمعات قد طلقت الحياة بالثلاث
ألف مرة ومرة
وكل جيل ينتقم منها بأشد من سابقه
فأجيالنا تتناقم وتتخاصم
وتتلاطم وتتصادم
وتدوس بعضها
وتتماحق 
وتترك علامات بؤسها وشرورها
راسخة في دروب الحياة
 
ضفاف السين مهرجانات حياة زاهية
وضفاف نهرينا في وجيع التلاحي والخسران
وضفاف السين تتبارق فيها الأنوار
وتتناغم كركرات الأطفال وضحكاتهم الواعدة
النقية مع تهادي الأمواج الفواحة بالأمل
 
وكمْ يتشوق النهران 
لضحكات أطفال تتغرغر بالسعادة والحبور
والفرح والسرور
ونهر السين مخمور بهما
وتلك مفارقة نكون ولا نكون
والإنسان هو الذي يرسم خارطة
الصيرورة والمنون
فهل لنا أن ندرك القانون؟!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45312
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19