• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : "خلصنا تتن"!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

"خلصنا تتن"!!

 

 
"عجيب أمور غريب قضية"!
"أكو مطر نستغيث"
"ما كو مطر نستغيث"
 
هذه عجيبة من عجائب سلوكنا المتوارث , والموثق في أغانينا وفلكلورنا وأشعارنا , وحتى قصيدة "أنشودة المطر" للسياب فيها هذه المشاعر السلبية عن المطر.
 
وكأن المطر حالة غريبة وغير مستحبة في مجتمعاتنا.
 
ومجتمعات الدنيا بأسرها تريد المطر , وفي بعضها ينزل المطر في كل فصول السنة , وإذا أنقطع لبضعة أسابيع  , فأنها تستغيث وتشكو وتتوسل بالسماء أن تأتي بالمطر.
 
ومراسيم إستنزال المطر معروفة  منذ القديم , فكانت في سومر وما قبلها , وكان للمطر إله إسمه "إشكور".
 
وفي جميع الحضارات السالفة , وكذلك الأديان هناك ما يسمى بسلوك الإستسقاء , أو صلاة الإستسقاء , أو دعائه . 
وهو تفاعل روحي ونفسي مع إرادة السماء لإستقدام المطر , وعند المسلمين توجد "صلاة الإستسقاء".
 
فلا حياة من غير الماء , وأهم مصدر له عرفته البشرية هو المطر , الذي يسقي الأرض ويروي الأنهار والبرك والبحيرات ويرسم الإبتسامة على وجه الصحراء.
 
وهناك علاقة ما بين الحالة النفسية للبشر والمطر , وما بين اللون الأخضر والمطر , إذ أن الأنواء النفسية والبيئية  تساهم في ديناميكية صناعة المطر.
 
وفي بلادٍ كانت تسمى "بلاد السَواد" , لابد للإنسان أن يستبشر بالمطر ويستثمر فيه  , لا أن يستغيث منه ويشكو , حتى ينفر منه المطر!
 
 فكيف لنا على مدى القرون لم نتعلم كيف نتوقى من المطر , ونستثمر في مياهه لصناعة الحياة؟
 
فهل نضبت أفكارنا وأحلامنا وتطلعاتنا وقدراتنا , وأصبح ينطبق علينا المثل "خلصنا تتن"؟!!
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40034
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18