• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : "يا أمة نهلت من علمها الأمم"!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

"يا أمة نهلت من علمها الأمم"!!

 
على مدى قرون , وبيت شعر المتنبي الذي عجزه ,  "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم" , ينخر في أعماق وجودنا ويرسم نمطية آليات تفكيرنا , التي أفرغت أعماقنا من قدرات الثقة بالنفس والإحساس بالقيمة والدور والتأثير.
 
فالكثير من الأمثال والأقوال والأشعار السلبية  , قد أسهمت في بناء الحالة النفسية للأمة , بأجيالها المتواكبة , حتى وصلنا إلى إستلطاف الكتابة والحديث عن الموضوعات التي تسفه أحوالنا , وتنال من ذاتنا وهويتنا وقيمتنا.
 
 بل أن الأفكار والكتابات السلبية لها أسواق رائجة  وقرّاء يتزايدون  , وكأننا نتمتع بالضحك على أنفسنا والنيل من وجودنا بماضيه وحاضره ومستقبله.
 
وقد وصل بنا الأمر إلى أن نعادي ما يمت بصلة لمعاني حياتنا وعقيدتنا , فرمينا ما فينا في جحيم الويلات والتداعيات وآبار الخسران.
 
وعندما نتصفح ما ينشر في الصحف والمواقع , يبدو جليا  المنهج السلبي والطرح الذي يجرد العرب من قيمهم ومعاني وجودهم  , وبأنهم لا يملكون مؤهلا الصيرورة المعاصرة , وما عليهم إلا أن يخنعوا ويذعنوا ويستسلموا , ويغادروا بلدانهم , ويتركونها للآخرين التي ستهدى إليهم.
 
إن الرأي المنصف والقلم الحاذق الصادق الذي يبحث عن الحقيقة ويسعى لتنوير العقول , عليه أن لا ينساق مع هذه الموجة الإتلافية الإنقراضية الساعية إلى تدمير الوجود العربي وتحطيم دور الأمة وإلغائه.
 
فالواقع يقول بصوتٍ عالٍ ووضوح ساطع  , أن أمة العرب قد نهلت من علومها الأمم الأخرى , كما نهلت هي من علوم غيرها, وأنها أسهمت مع الآخرين في إستنهاض الوجود الإنساني , وتحريره من قيود الظلام والأوهام والإنحرافات السلوكية , وشاركت معهم في وضع الدنيا على سكة الإنطلاق الحضاري المشرق المطلق الذي نتنعم يعطاءاته , ولا تزال تساهم في زيادة مساحة الإشراق الأصيل!!
 
فالحضارات تفاعل إنساني وإنسكاب أفكار في نهر الحياة الجاري , الذي يشارك أبناء الأرض كافة في إدامة دفق تياره!!
 
وأظنكم لا تزالون ترددون ما قاله المتنبي  , لكن الأمم لكي تكون عليها أن تتغير , والتغيير يبدأ من النفس أولا.
 
فهل نمتلك مؤهلات وإرادة التغيير وصناعة الذات الحضارية المعاصرة؟!!
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39790
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28