• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عائد من المعرض الدولي للكتاب .
                          • الكاتب : معمر حبار .

عائد من المعرض الدولي للكتاب

 1)   في مفترق الطرق: في الطريق المؤدي إلى قصر المعارض، حيث المعرض الدولي للكتاب، وبالضبط في مدخل دار البيضاء، أكرم ربك صاحب الأسطر، بمحنة تحوّلت في ساعات معدودات إلى منحة، حيث سخّر له من لايعرفه لخدمته بالمجان ودون مقابل. والحمد لله على مامنح ومنع، والحمد لله أن سخّر عباده لعبده.
 
2)   رسائل ربك:إن الله تعالى يبعث برسائل إلى عبده لينبهه على سوء فعله، فإذا رجع وتاب، كانت الرسائل بمثابة حسنات ودعم له فيما سيأتي. وإذا تمادى في غيّه وعوجه، كانت القاسمة من حيث لايدري، ولايستطيع لها ردا.
 
3)   المجتمع الجزائري، مجتمع يقرأ: حين يظل المرء ينتقل عبر الكتب والأجنحة والطوابق، يجد نسبة كبيرة من شرائح المجتمع الجزائري، تسعى للحصول على كتاب، فيجد .. الكبير والصغير، والرجل والمٍرأة، والغني والفقير، والمعافى والمبتلى، ومن داخل الوطن وأقصى الوطن، كلها تحمّلت في سبيل نيل الكتاب وقراءته، المشقّة والبعد وحمل المتاع وصخب الأطفال وغلاء الأسعار، مايدل على أن القارىء العربي عامة، والقارىء الجزائري خاصة، يعشق العلم والقراءة وحب المطالعة.
 
4)   الجميع للكتب: هناك إقبال شديد من الجميع على كل أصناف الكتب، دون تمييز. فلايخلو جناح أيّ كان تخصصه من الإقبال، قلّ عدده أو ارتفع. لايوجد إعراض عن نوع معين من الكتب، بل الإقبال لجميع الكتب دون استثناء. وهذا الإقبال على اقتناء الكتب وقراءتها،  يعتبر من علامات المنعة والقوة للمجتمع.
 
5)   الإقبال الشديد على كتب الأطفال: من الملاحظات التي يقرّها الزائر، أن هناك إقبالا شديدا على كتب الأطفال، والألعاب الفكرية العلمية، سواء من ناحية الوالدين والمرافقين لأطفالهم، أو الأطفال بحد ذاتهم. وإنه لمنظر يدل على الرقي والتحضر، وأنت ترى الطفل يقتني كتبا بنفسه، ويقرأ بعضا من أسطرها على مسامع الوالدين والزائرين.
 
6)   الأمن والاستقرار من عوامل العلم والقراءة: حين يتحدث المرء مع الناشرين من الأخوة في مصروسورية ولبنان، يدرك جيدا أن نجاح المعرض الدولي المقام بالجزائر، مرده إلى تحسن الأوضاع الأمنية، واستقرار الأوضاع.  إذن، من أراد أن يساهم في تطور الكتاب والحثّ على القراءة، فليسعى جاهدا للمحافظة على الأمن، ونشره واستتبابه، والسعي الدائم لتكريس الاستقرار الفاعل.
 
7)   وسائل النقل مساعدة على القراءة: إن وسائل النقل، الممثلة خاصة في الزيادة الواضحة في اقتناء السيارات الخاصة، بوسائل سهلة متعددة، وكذا القطار الكهربائي الموصل إلى باب قصر المعارض، حيث المعرض الدولي للكتاب، وقطار الأنفاق، ساهم في رفع عدد الزوار، واقتناء الكتب.  إذا أراد المجتمع القراءة للجميع، فليضع وسائل النقل ، تحت تصرف الجميع.
 
8)   الرحلات العلمية: كان على الجامعات والثانويات والمتوسطات ومراكز التكوين الإداري والمهني والمساجد وقطاعات أخرى، أن يخصصوا رحلات علمية لتلامذتهم ورواد مؤسساتهم، للوقوف عن قرب على عالم الكتب. ومع توفر وسائل النقل وسرعتها، والطريق السيار، لاشك أن الرحلات العلمية ، ستكون فرصة للعلم والسياحة والمتعة. هناك ملاحظة لابد من الإشارة إليها، مفادها أن معرض الكتاب، لم يوضع للتلميذ والأستاذ، دون غيره من الشرائح، بل هو مخصص لكل فئات المجتمع، قصد الاستفادة منه .. كالحلاق، والنجار، والبنّاء، والفلاح، والطبيب، والمحامي، والطباخ، والإمام، والصحفي، والتاجر، لأن دور النشر التي قدمت المعرض، تخصّصت في نشر كتب عن تخصصات شتى، والمتنقل عبر المعرض، يجد كل أنواع التخصصات. فالقراءة ليست حكرا على فئة معينة، أو تخصص معين، بل هي للجميع.
 
9)   أثر السماع عن الكتاب: حين حدّثت صاحب دار النشرعن فضائل كتاب: "أدب الدنيا والدين"، وأنه كتاب يتحدّث عن مايجب للتلميذ إتّباعه، تجاه معلمه من أدب وأخلاق، وطاعة وامتثال، أعجب الزوار الذي كانوا في داخل الجناح، فاقتربوا من صاحب الأسطر، ليزيدهم توضيحا، فاشتروا الكتاب واقتنوه على الفور. والحمد لله على نعمة القراءة.
 
10)                    القراءة لالباس لها: من الملاحظات التي استرعت الانتباه، والمرء يجوب طوابق المعرض، وأجنحته المتعددة، التي لايكاد يحصيها المرء من كثرتها، وتعدد أسماءها .. أن هناك أجنحة لبيع كتب معينة، يقصدها من يلبس لباسا معينا. فتجد أن الذين يقتنون كتبا بذاتها، إنما يلبسون لباسا بذاته، حتّى أنه يخيّل للقارىء المتتبع، أن المطالعة واقتناء الكتب، تتطلب لباسا بعينه !.
 
11)                    القراءة للأشخاص: هناك أجنحة بذاتها، تخصّصت في نشر كتب لأشخاص بذاتهم. والإقبال يتم على أساس الشخص لا محتوى كتابه. فتجد مريديهم يشترون كتبهم دون تمحيص، لأنهم في نظرهم  فوق المناقشة، ناهيك عن النقد والرد. ورحم الله المفكر مالك بن نبي ، رحمة الله عليه، حين قال في بعض كتبه، حين تغيب الفكرة يحلّ الوثن.
 
12)                    الطباعة الجيدة لاتعني الكتاب الجيد: هناك دور نشر، امتازت بالطبعات الجيدة والرائعة من ناحية الشكل، لكنها نشرت لأشخاص معينين، وبأسعار زهيدة، فيتم الإقبال عليها بشكل ملفت للنظر، بسبب الشكل الخارجي للكتاب. وقد سبق لصاحب الأسطر، أن كتب مقالا في ذات الشأن بعنوان: "شكل الكتاب من شكل المجتمع"، يمتدح فيها النسخة الأخيرة والجيدة لكتاب: "فتاوى الشيخ حماني"، بعدما عانى كتابه الاحتقار والمهانة، بسبب الطبعات السيّئة والمهينة، لكتابه الفريد المميّز. إن الشكل الجيد والجذاب للكتاب، محمود مطلوب، لكن أن لايكون على حساب المحتوى، وإلا تحوّل إلى سلعة تجارية، كغيرها من السلع التي تعتمد على الإثارة، ومخاطبة العواطف.
 
13)                    سعر الكتاب لايساوي سعر محتواه: هناك مجتمعات تبيع المجلدات الضخمة بأسعار زهيدة جدا والقصد منها، اقتحام مجتمعات أخر، عبر الشكل الحسن للكتاب وخفض أسعاره. فتجد الأتباع يقتنون الكتاب لشكله وسعره المنخفض، وللشخص بالذات. إن السعر الرخيس، عمل يساعد على القراءة وحب العلم، شرط أن لايكون على حساب محتوى الكتاب. فالمجتمع القوي يشتري للغالي، ولو كان سعره الأغلى، ولايشتري لما دون ذلك، ولو كان أقلّ الأسعار. فالكتب بالمحتوى لابالأسعار.
 
14)                    علماء الأندلس وعلماء الجزائر، من يخفّض سعرهم؟: في المقابل تجد كتب نادرة وخالدة، كعلماء الأندلس، وعلماء جزائريين، أسعاركتبهم مرتفعة جدا، ليست في متناول القارىء العادي. وحدثني أحد الناشرين الجزائريين عن كتاب لعالم جزائري، طبع لأول مرة، وبسعر مرتفع جدا، أقرّ الناشر أنه ليس في متناول الجميع.
 
15)                    نوم وتفسير منام: الزائر للمعرض، يلاحظ أن كتاب "تفسير الأحلام"، يوجد على مستوى عدد كبير من أجنحة المعرض. وهناك كتاب آخر يتحدث فيه صاحبه عن فضائل النوم من خلال أحاديث نبوية. إن الأمة التي وضعت نفسها بين فضائل النوم وتفسير المنام، لايمكن إلا أن يقال لها .. صح النوم.
 
16)                    القراءة الجهرية: حين عاد الزائرإلى فندق الكتاني بباب الوادي، راجعا من المعرض الدولي للكتاب، عبر القطار الكهربائي، جلس في المقابل شاب يقرأ كتابا عن التوحيد بصوت مرتفع ، يتعمّد من خلال قراءته، إسماع الركاب عمدا. وهذه عادة سيّئة، لأن القارىء في مثل هذه الحالات يفرض نوعا من القراءة ونوعا من الكتاب على الآخرين، والقراءة الجهرية لم تكن في يوم من الأيام عبر وسائل النقل. وفي نفس الوقت، فإن الشاب الذي تعمّد القراءة الجهرية في القطار، بقي في مكانه، ولم يسمح للعجائز، والشيوخ، وأصحاب الحاجات، والحوامل بالجلوس، لشدّة الازدحام. إن للفضائل درجات أعلاها، أن تتركك مقعدك لمن هو في أمسّ الحاجة إليه، كالكبير والمريض وذو الحاجة. والقراءة الجهرية فضيلة في محلّها، وتعبّر عن سوء خلق، حين يجهر بها صاحبها في وسائل النقل، ولو قرأ كتابا عن التوحيد.
 
17)                    أسعار غالية، لكتب عالية: الكتب العلمية الموجّهة لأصحاب التخصص، كالهندسة، والري، والفلاحة، خاصة منها باللغة الأجنبية، مازالت مرتفعة جدا، ليست في مستوى من يريد تحصيلها والاستفادة منها.
 
18)                    تجليد: في حديث خاطف مع صاحب دار نشر مصرية، عن سبب رداءة الكتاب المصري من ناحية الشكل، وعدم تجليد الكتاب، مقارنة بدول عربية أخرى اشتهرت بالتجليد، أجاب صاحب دور النشر قائلا .. هناك كتب من السذاجة، أن تقوم بتجليدها، لأن القارىء يطالعها مرة واحدة، ولن يعود إليها فيما بعد، كبعض القصص الموضوعة على الرفوف، والتي اختارها عيّنة للشرح والتوضيح . بينما القاموس مثلا، يظل لدى القارىء 20 سنة أو أكثر، مايحتاج إلى تجليد ، يساهم في العناية به، والمحافظة عليه، ليستفيد منه القارىء أقصى مايمكن من مدة ممكنة. ثم راح يتحدث عن بعض الدول العربية، التي ذكرها بالاسم، تعتمد على تجليد الكتب، لتخفي ضعف محتوى كتبها وكتابها، فيتم الإقبال عليها، بسبب شكلها الخارجي فقط، دون النظر إلى محتواها الضعيف جدا.
 
19)                    غياب افريقيا وأسيا: من العيوب البارزة في المعرض، غياب لدور النشر الإفريقية والأسيوية، ماأثر سلبا على طابعه الدولي، وبعده القاري.
 
20)                    الجزائر تدعو لإخوانها العرب: تحدّث صاحب الأسطر مع مجموعة من الأخوة في مصر، القائمين على دور نشر مصرية، فانقسموا إلى قسمين.. الفريق الأول أشاد بالإنقلابيين، واعتبر ماحدث في مصر، ابتداء من يوم 30-06-2013، هو الذي كان يجب فعله منذ زمن، واستنكروا لفظ الانقلاب، ثم راحوا يصفون الرئيس مرسي وجماعته بكل النعوت السيّئة، والأوصاف القبيحة. والفريق الثاني، وصف الفئة الحاكمة حاليا بالانقلابيين، وقال .. نحن في مصر تعاهدنا على احترام الرأي والرأي الآخر، واحترام كل من تفرزه الصناديق، ولو خالفته الهدف والوسيلة، ثم واصل قائلا: لم يعد لدينا الآن في الإنقلابيين أيّة ثقة، لأنهم أخلفوا الوعد، ونكّلوا بالفائز المنتخب. ثم استطرد مستهزء من أصحاب نظرية حكم الشارع، أن الانتخابات القادمة، يطلب فيها من كل مترشح، أن يخرج إلى الشارع، ويحشد من حوله الأتباع، فيفوز الأكثر حشدا وتجمعا !. هذا الاختلاف الجلي بين أبناء البلد الواحد، دفع بصاحب الأسطر إلى استحضار مقال له بعنوان: " مصر.. بين أحمق ومجرم"، بتاريخ الإثنين: 11 شوال 1434هجري، الموافق لـ 19 أوت 2013، تحدث فيه عن مساوىء هذا وذاك. فبقدر ماتلقى من شكر من أنصار هذا، تلقى العتاب من أنصار هؤلاء. وكأنه كتب على المتتبع، أن يميل ميلة واحدة !.
 
21)                    كتب المراهقة: هناك كتب لايمكن للزمن أن يمحوها، لأهميتها وأثرها البالغ على صاحبها. وكتاب: "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"، للعلامة الهندي الندوي، يدخل ضمن هذه الزاوية. وخلاصة الكتب، أن الأوربيين أخطؤوا حين استدمروا العالم العربي والاسلامي وساهموا في سقوطه، أضاعت أوربا على نفسها فضل العرب والمسلمين، الذي كان من المفروض أن تحافظ عليه بنفسها وتسعى للاستفادة منه. وهذه النظرة عن الكتاب، هي التي دفعت بصاحب الأسطر إلى اقتناء هذا الكتاب من جديد، بعدما قرأه منذ 25 سنة، لأهميته وتأثيره البالغ.
 
22)                    مشكلة وحل: تحدث المرافق عن مشاكل الطبع في الجزائر، فأجاب صاحب الأسطر قائلا: لايقول المرء، ماهي المشاكل التي يتعرّض لها، بل عليه أن يتحدّث عن الحلول والفرص التي منحت له، ثم صيّعها ولم يستغلّها أحسن استغلال. فيلام المرء حينئذ على ماقُدّم له بين يديه، أكثر مما يلام على العوائق التي وُصعت بين يديه. والذي لايحسن التعامل مع الحلول الممكنة، لايحقّ له بعد ذلك التحدث عن المشاكل التي تعرّض لها، ولو لم يكن طرفا فيها.
 
23)                    لاتشتري كل الكتب: لايمكن للمرء أن يشتري كل الكتب المعروضة في المعرض، فذاك يفوق طاقة العقل والجيب. إذن عليه أن يحاول جاهدا شراء الكتب التي توجد في المعرض فقط، وقد لايجدها في المكتبات المترامية عبر ولايته، أو عبر التراب الوطني.

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : معمر حبار ، في 2013/11/12 .

السلام عليكم

طلب مني الأستاذ عبد الكريم قندوز، المذكور في آخر أسطر رقم 24، أن أحذف كلامه من المقال. وبما أنني حذفت المقتطع من النسخة الموجودة لدي. أطلب منكم حذف كلامه من المقال المذكور، تلبية لرغبته.

صاحب المقال: معمر حبار

تم التعديل باعتباركم صاحب المقال استاذ معمر

ادارة الموقع





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39057
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28