• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الدولة النائمة والدولة القائمة!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الدولة النائمة والدولة القائمة!!

الدولة نظام حياة يحرك ما فيه , ويستثمر طاقة الوجود الإنساني المتحققة في البلاد.
فالأوطان تعكس قوة محرك الدولة , ونشاطه وقدرته على التواصل والتحدي والإنطلاق نحو غاياته المرسومة بإرادة الأجيال المطلقة .
 
وتتباين قوة وعزة الأوطان , وفقا لقدرات أنظمة الدول التي تحركها.
فبعض الدول عبارة عن محركات ذات طاقات نووية وهايدروجينية , تندفع نحو أهدافها بإرادة غير محدودة , وبعضها محركات ذات (8 سلندر) أو (6 سلندر) , أو أقل.
 
وأخرى بلا  (سلندر) , فكل أجزائها ومكابسها وقدرات حركتها معطلة!
وهذه الدول تسمى متأخرة , ولا يمكن تصليحها , ومن الواجب تبديل محركاتها , لكي تمشي في طرقات الحياة , وبعضها يصر على عدم التصليح , ويريد التحول إلى "سكراب".
والدول تتحول إلى (سكراب) بإرادتها!
 
والدول التي لا تعترف بأن محركاتها عاطلة , وبحاجة إلى (تجفيت) , إو إستبدال كامل , لا يمكنها أن تبني قوة ومجد الأوطان بمحركات متوقفة عن العمل , أو يختلط فيها الماء بالبنزين!
 
فلنتأمل أنظمة دولنا , ونقييم عطلاتها , ونبحث عن آليات إصلاحها وإستبدالها.
فصرخة التغيير التي إنطلقت , تريد التبديل , لكنها إصطدمت بإستبدال محركات أوطانها , بأخرى تحتاج إلى (تجفيت)!
 
مما أدى إلى تداعيات , وإحلال قوى توهمت بأنها محركات صالحة وجاهزة للعمل , وإذا بها هي الأخرى , تعاني من عطلات وتوقفات وإضطرابات في الحركة , مما تسبب في حرائق داخلية , وإطلاق دخان كثيف أعمى الأبصار , وأصاب الناس بإختناق شديد وضيق تنفس , فحدى بهم لطرد الدخان وإبعاده عن أيامهم , لكي يروا بوضوح , ويتنفسوا هواءً نقيا , لكنهم لا يزالون في محنة البحث عن الذات والموضوع والإحساس بالألم والندم وحب الرجوع.
 
والحقيقة أن الشعوب يمكنها صناعة محركاتها الوطنية وإستبدال العاطلة منها , إذا توحدت إرادتها وتكاتفت عقولها , وآمنت بوطنها وقدرتها على الإصلاح والتصليح.
 
فهل سنصنع محركاتنا المعاصرة القادرة على دفع حركة الأوطان ضد التيار والرياح وفوق الطرقات الحضارية الوعرة؟!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37937
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29