• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : هادي الربيعي أقرب الشعراء إلى الله .
                          • الكاتب : حسين محمد الفيحان .

هادي الربيعي أقرب الشعراء إلى الله

 

كبيرٌ بعطائهِ الثر,كبيرٌ بتاريخهِ الحافل ,كبيرٌ باسمهِ الراسخ والمنحوت في أذهان الجميع ,كبيرٌ بقلمهِ الذي تميز به عن الآخرين والذي يجيد فنون الأدب والصحافة بكل أشكالها وأصنافها و ألوانها بل وأقسامها ,انه الشاعر والصحفي و الإعلامي الكبير (هادي الربيعي ) والذي لا ادري عندما اذكر اسمه أو يُذكر اسمه أمامي يختلجُني الحزن وتفيضُ من عيناي دموعاً لا اشعر بها حتى تسقط على ثيابي أو أوراقي ثم أتذكر بعدها أستاذ هادي كيف كان واقفاً على طوله ,حيوياً ,بشوشاً ,ضاحكاً يُعلمُ الآخرين ويُلقي على من يلتقي به من زملائه او طلابه دروس الحياة التي مر بها لتكون لهم موعظةً وتُزيدهم خبرةً , وأتذكر أيضا كيف كان يكتشف من يتكلم او يقف أمامه ويعرف ما بجوفه من عطاءٍ أدبي وصحفي مكنون لم يعرفه ذلك الشخص المتحدث امام هادي الربيعي نفسه ,فيعمل على اخراج ذلك الخزين من داخل الشخص ويقدمه اديباً اوصحفياً بكامل مقوماته للوسط .
قبل أقل من عام تقريبا وضمن زياراتي الأخيرة لهذا الكائن الشعري الفريد و بعد إن استفحل عليه المرض كتبتُ مقالاً عنوانه (هادي الربيعي بانتظار زائره الأخير ) لما شاهدته من علامات بوجهه توحي بأنه مفارقٌ للشعر والأدب ومفارقٌ لكل الأحبةِ والأصدقاءِ والزملاء الذي كان يعشقهم كعشقهِ للقصيدةِ العمودية التي كان يُبدع كل الإبداعِ بنظمها وصياغتها وأسلوبها.وفي أخر زيارة له طلبتُ منه  أن أخذهُ لزيارة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع).. لكنه أجابني جواب الإنسان المؤمن القريب من الله و بصوت منخفضٍ مبحوح لا يشبه صوت هادي الربيعي الذي اعتدت على سماعه : إن مكوثي في هذه الدنيا بات لأيام معدودة أدعو لي أنت عند الإمام الحسين وأقرأ في حضرته قصيدتي من ديواني الأخير التي نظمتها بحقه  .فبكيتُ عندَ رأسه وخرجت من بيته مودعاً له الوداع الأخير ..
نعم كان معلمي هادي الربيعي بانتظار زائره الأخير الذي طرق عليه الباب صباح يوم الاثنين 7/1/2013 ليأخذه من بين دواوينه الشعرية وكتبه المبعثرة في منزله البسيط ومن بين أصدقاءه ومحبيه الذين كانوا يتألمون لمرض وعناء أبي علاء  (هادي الربيعي ) وهم لا يقدرون على فعل شيء له . لكنهم كانوا يشعرون بالاطمئنان لأنه علي قيد الحياة بينهم وان كان نفسٌ يصعد وينزل . 
 رحل هادي الربيعي بعد أن أصبح أقرب الشعراء إلى الله وقد اصدر ديوانه الأخير( أعالي الخلود) الذي طبع قبل وفاته بأيام ليكون شفيعه بين يدي الله وقد تضمن قصائدَ فريدةً بنظمها وصياغتها وأسلوبها وصورها في حمد الله والثناء عليه وشكره وليختم بها حياته الشعرية والأدبية الحافلة بالانجاز والإبداع ..أعالي الخلود الذي كتبت فيه قصائدَ لم تكتب مثلها لحد الان بحب الله وال البيت (عليهم السلام ) من الرسول وحتى قائمهم (عجل الله فرجه الشريف )
   هنيئا لك أيها الشاعر الكبير وأنت اليوم في ضيافة الرسول وأهل بيته الطاهرين تُنشدُ على كل واحدٍ منهم قصيدتهُ التي نظمتها إليه في ديوانك الاخير ..إلى الجنة والى الخلود  أيها الأب والمعلم والأستاذ هادي الربيعي  
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37550
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19