• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المسلسلات الدينية تحت الضوء.. الحلقة الثالثة .
                          • الكاتب : السيد حسين المولى .

المسلسلات الدينية تحت الضوء.. الحلقة الثالثة

مسلسل الإمام علي (عليه السلام) الجزء الثالث

لا زلنا في دفع الشبهات والأباطيل التي ألصقت بعقيل بن أبي طالب وبالتالي صوَّرَهُ البعض بأنه رجل متطرف واتهموه  بأنه كان مع جيش أهل الشام بقيادة معاوية ضد أخيه الإمام علي (عليه السلام) وما يدحض هذه الشائعة كتابه من مكة إلى أمير المؤمنين حين أغار الضحاك على الحيرة وما والاها وذلك بعد حادثة صفين فإنه كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم

(لعبد الله أمير المؤمنين من عقيل بن أبي طالب: سلام الله عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن الله حارسك من كل سوء وعاصمك من كل مكروه وعلى كل حال فإني خرجت من مكة معتمرا فلقيت عبد الله بن أبي سرح مقبلا من «قديد» في نحو من أربعين شابا من أبناء الطلقاء فعرفت في وجوههم المنكر فقلت: إلى أين يا أبناء الشائنين، أبمعاوية لاحقون عداوة لله منكم غير مستنكرة تريدون إطفاء نور الله وتبديل أمره؟ فأسمعني القوم واسمعتهم.

فلما قدمت مكة سمعت أهلها يتحدثون أن الضحاك بن قيس أغار على الحيرة فاحتمل من أموالها ما شاء ثم انكفأ راجعا سالما ، وان الحياة في دهر جرّأ عليك الضحاك لذميمة وما الضحاك الأفقع بقرقر وقد توهمت حيث بلغني ذلك أن شيعتك وأنصارك خذلوك فاكتب إلي يا ابن أبي برأيك ، فإن كنت الموت تريد تحملت إليك ببني أخيك وولد أبيك فعشنا معك ما عشت ، ومتنا معك إذا مت فو الله ما أحب أن أبقى في الدنيا بعدك فواق ناقة وأقسم بالأعز الأجل أن عيشا نعيشه بعدك لا هنيء ولا مريء ولا نجيع ، والسلام)... وهنا لابد أن نتوقف عند العبارات الأخيرة التي يتحدث فيها عقيل بكل صدق وصراحة ويتمنى أن يموت مع أخيه ولا يحب العيش من بعده وهذا من المزايا التي كان يتحلى بها خيار شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) الذين كرهوا الحياة الخالية من وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)

ثم لاحظوا أيها القراء الكرام رد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب رد به عليه:

(بسم الله الرحمن الرحيم... من عبدالله أمير المؤمنين الى عقيل بن أبي طالب: سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد كلأنا الله وإياك كلاءة من يغشاه، وقد وصل إلي كتابك مع عبدالرحمن بن عبيد الأزدي، تذكر فيه أنك لقيت عبدالله بن أبي سرح مقبلا من «قديد» في نحو أربعين فارسا من أبناء الطلقاء متوجهين الى جهة المغرب، وأن ابن أبي سرح طالما كاد الله ورسوله وكتابه، وصد عن سبيله وبغاها عوجا، فدع عنك ابن أبي ـ سرح ودع عنك قريشا وتركاضهم في الضلال وتجوالهم في الشقاق.

ألا وإن العرب أجمعت على حرب أخيك اليوم إجماعها على حرب النبي قبل اليوم، فأصبحوا قد جهلوا حقه، وجحدوا فضله ، وبادروه بالعداوة، ونصبوا له الحرب، وجهدوا عليه الجهد، وجروا اليه جيش الأحزاب، اللهم فأجز قريشا عني الجوازي؛ فقد قطعتْ رحمي، وتظاهرتْ علي ، ودفعتني عن حقي، وسلبتني سلطان ابن أمي وسلمت ذلك إلى من ليس مثلي في قرابة من الرسول، وسابقتني في الإسلام، إلا أن يدعي مدع ما لا أعرفه ، ولا أظن الله يعرفه ، والحمد لله على كل حال.

وأما ما ذكرت من غارة الضحاك على أهل الحيرة فهو أقل وأقل أن يسلب بها وأن يدنو منها ، ولكنه قد أقبل في جردة خيل فأخذ على السماوة حتى قربوا من واقصة وشراف، والقطقطانة وما والى ذلك الصقع ، فوجّهت إليه جندا كثيفا من المسلمين، فلما بلغه ذلك فرّها ربا، فاتبعوه ولحقوه ببعض الطريق وقد أمعن، وكان ذلك حين طفلت الشمس للإياب فتناوشوا القتال قليلا فلم يبصر غلا بوقع المشرفية وولى هاربا، وقتل من أصحابه بضعة عشر رجلا، ونجا جريضا بعد ما أخذ منه بالمخنق فلأيا بلأي ما نجا.

وأما ما سألتني أن أكتب اليك برأي فيما أنا فيه ، فان رأيي جهاد المحلين حتى ألقى الله ، لا يزيدني كثرة الناس عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة لأني محق ، والله مع المحق، ووالله ما أكره الموت على الحق، وما الخير كله إلا بعد الموت لمن كان محقا.

وأما ما عرضت به من مسيرك إلي ببنيك وبني أبيك، فلا حاجة لي في ذلك فأقم راشدا محمودا فو الله ما أحب أن تهلكوا معي أن هلكت، ولا تحسبن ابن أبيك لو أسلمه الناس متخشعا متضرعا «ولا مقرا للضيم واهنا، ولا سلس الزمام للقائد، ولا وطأ الظهر للراكب المقتعد» ولكنه كما قال أخو بني سليم: 

فان تسألينـي كيف أنت فإننــي          صبور علي ريب الزمان صليب

عليّ عزيز أن ترى بـي كآبـة            فيشمت بــاغ أو يسـاه حبـــيــب

يقول السيد المقرم (رحمه الله): (وهذا الكتاب من عقيل المروي بطرق متعددة يدلنا على أنه كان مع أخيه أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في حياته غير مفارق له، فإن الكتاب الذي كتبه إليه بعد غارة الضحاك على أطراف الحيرة، وذلك قرب شهادة أمير المؤمنين ـ عليه السلام إذا فالقول بأن وفادة عقيل على معاوية بعد أخيه متعين كما اختاره السيد المحقق السيد علي خان في الدرجات الرفيعة، وجعله ابن أبي الحديد الأظهر عنده، وقد ظهر من ذلك أنه لم يكن مع معاوية بصفين)... وللحديث تتمة في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37337
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29