• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الساسة ولغة الضاد!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الساسة ولغة الضاد!!

لا يوجد سياسي في دول الدنيا يرطن بلغته , وتضطرب في فمه الجمل بنحوها وقواعدها إلا في دولنا.

فلو أخطأ أي سياسي , في الدول المتقدة , بعبارة أو أخل بقواعد اللغة , لوجدناه تحت طائلة الصحافة بنقدها اللاذع , بل لتحول إلى أمثولة في برامج الفكاهة.

لأن اللغة هوية , ووطن , وفكرة وتفكير.

ومَن لا يعرف كيف يتكلم بلغته , فأنه لا يعرف كيف يفكر بوضوح ورجاح.

واللغة لسان حال البشر.

و "تكلموا تُعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه"

فالكلام الذي تقوله , يكشف هويتك ويقول مَن أنت.

ومنذ تأسيس دولنا , لم نسمع بسياسي أجاد إلقاء خطبة واحدة بلغة عربية سليمة , إلا لقلة نادرة منهم.

وهذا خلل حضاري , ومؤشر صارخ , وفاضح على التأخر , ودليل على تدني الثقافة , وضعف القدرة والمهارة في التفكير , والوصول إلى فكرة ذات قيمة نافعة.

وبسبب تردي لغتهم , فأن ما يتمخض عن إجتماعاتهم , وسياساتهم وأحزابهم وحكوماتهم , عبارة عن إضطرابات متنامية , تتفق وإضطرابات ما فيهم.

فاللغة السليمة تؤكد أن العقل سليم.

واللغة المضطربة تشير إلى عقل مضطرب.

وتلك مأساة أمة , لم تلد قادة وساسة بحجمها , ويدركون دورها , وإرادتها ومعاني لغتها.

فعبارات الساسة والقادة في الدول المتقدمة , تدرّس في المدارس , كأمثلة عن البلاغة وسلامة اللفظ وقوة التعبير , والقدرة على صب الأفكار في كلمات ذات تأثير وفعالية.

وعندنا تخجل من عبارات ساستِنا الخالية من أبسط معايير وقواعد لغة الضاد , التي ينطقونها وكأنها ليست لغتهم الأم.

فكيف لأمة أن تكون وقادتها يجهلون لغتها؟!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37129
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29