• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من آداب العلاقات بين الزوجين عند ابن يامون .
                          • الكاتب : معمر حبار .

من آداب العلاقات بين الزوجين عند ابن يامون

مقدمة: كتاب: " قرة العيون بشرح نظم ابن يامون في النكاح الشرعي وآدابه"، لأبي محمد مولانا التهامي كنون الإدريسي الحسني، رحمة الله عليه، اعتنى به وخرّج أحاديثه الأستاذ: سامح ابراهيم اسماعيل، دار الأندلس الجديدة، الطبعة الأولى للناشر، 1420هـ - 2009، من 96 صفحة. جاء فيه جملة من الملاحظات ، استوقفت القارىء لمثل هذا النوع من الكتب.

 

فضائل الأعمال: تطرق الكاتب في صفحة 27 إلى قصة أنكر صاحبها قول سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهي نهاه ، وحين رأى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، سأله عن سبب الامتثال، فأجابه: يارسول الله إنه لم يصح. فقال صلى الله عليه وسلم: أما يكفيك قال رسول الله. ثم ذكر صاحب الكتاب القاعدة الفقهية المعروفة: لاينظر في الصحة إلا في باب الاحكام ونحوها. وكأنه يقول أن العلاقة بين الزوجين، هي أمتن وأعمق.ويكفي أن العلاقة بين الزوجين، فضيلة تتعدى كل الفضائل، فلاتجعلها أسيرة صحيح أو ضعيف.

 

عظمة الطهارة وقيمة صاحبها: جاء في صفحة 45، أن للدخول آدابا منها: أن يطهر باطنه، ويزينه بالتوبة من جميع الذنوب والآفات والعيوب فيدخل طاهرا نظيفا حسّا ومعنى. فالدخلة عند الناظم عبادة يتقرب بها بالطهارة المعنوية والحسية، وفي نفس الوقت مستمدة من قيمة الزوجين، أي من قيمة الانسان، لذا كانت الطهارة بنوعيها تسبق كل علاقة بين الزوجين.

 

أدعية مابعد الدخلة: الأدعية المتعلقة بليلة الدخول، ليست مقتصرة على تلك الليلة فقط، بل تشمل الحياة كلها، وفي جميع الحالات، كما جاء في صفحة 47.

 

غسل الرجل رِجْلَ المرأة: جاء في صفحة 49، أن من آداب الدخلة، أن يغسل الرجل طرف يدي العروسة ورجليها بماء في آنية. ومن حق القارىء أن يتساءل بعدها، كم من رَجُل يفعل ذلك مع زوجه، سواء ليلة الدخلة أو بعدها؟.

 

النية الصالحة مجلبة للذرية الصالحة: النية الصالحة في كل مايقوم به المرء تجاه زوجه، ومايخطر على البال، ومالايراه أحد، ولايسمع به كائن ، ضرورية مطلوبة، كماجاء في صفحة 53.

 

جماع الشيطان: جاء في صفحة 61، أن الذي يجامع ولايسمي  يجامع معه الشيطان. ونقل عن آخر وقال: فإذا لم يقل بسم الله اصاب الشيطان امرأته. مايدل على أهمية البسملة في كل أمر، بمافيه الجماع، لأهمية الفعل والزوجين.

فضل الجماع في الأيام الفضيلة: جاء في صفحة 67، أن الجماع يستحب ليلة الجمعة، وليلة الاثنين. مايعني أن فضل العلاقات الزوجية لاتنافي الأيام الفضيلة، بل يزداد صاحبها فضلا، رغم أن العلاقة بين الزوجين تتعدى الأيام، ولاتحدها الليالي.

 

الصلاة قبل الجماع: ذكر في صفحة 70، أنه يمنع الوطء إذا ضاق وقت الصلاة، بحيث إن جامع واغتسل لم يدرك الوقت. مايعني أن من منعته شهوته عن الصلاة، فلا يختلف عن البهيمة التي لاتعرف حرمة الوقت. وبما أن مايتعلق بالزواج كلّه عبادة، وجب التقرّب إلى عبادة السماء، بعبادة الفراش.

 

الإستئذان من المرأة مُقدّمُ على شهوة الرجل: جاء في صفحة 78: ولايعزل عن حرة لم تأذن، ولا عن زوجه الأمة إلا بإذن سيّدها. وقال أيضا: ينبغي لمن دخل بزوجته البكر أن لايعزل عنها كما يفعله الجهال. ويفهم من هذا، أن مراعاة شعور المرأة مقدّم على نزوة الرجل، وعلى الزوج أن يستأذنها في ذلك، وهذا من صلب قوامة الرجل.

 

فضل الغسل من فضل الجماع: قال في صفحة 86، أن الاحتلام يحصل به ثواب الغسل. إذن الجماع من باب أولى. لأنه عبادة يؤدي إلى عبادة.

 

آداب وأخلاق مع المطلقة: من الرجولة والمروءة، أن الرجل إذا طلّق زوجه، كما جاء في صفحة 87، فلا يتعرّض لذكرها وإن سئل عنها، ولايمنعها من مباح.

 

دقائق تحتاج للتدقيق: جاء عبر صفحات الكتاب جملة من المعلومات تتعلق، بالأطعمة الممنوعة التي تُميتُ الشهوة، والأطعمة المرغوب فيها  والتي تثير في المرء مايطلبه ويسعى إليه، ويتقرّب به لزوجه. ووصف حالات دقيقة جدا تخص هيئات الوطء. وللمرء أن يقبلها أو يردها، حسب ثقافته وتجربته وحالته وظروفه.

 

عماد الكتاب: من خلال قراءة الكتاب، يتبيّن للقارىء أن صاحبه ركّز على أمرين اثنين، هما عماد الكتاب. الأول ماقاله سيّدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه في صفحة 22، حين قال: صلاة المتزوج أفضل من أربعين صلاة من غيره. وفي صفحة 24 ، حين قال: كل شهوة تقسي القلب إلا شهوة الجماع فإنّها تقويه.

 

العلاقات الزوجية بين العرب والعجم: حين كان القارىء مراهقا، كان يتابع حصة عبر  Radio France International  ، وكان يديرها يومها مختصا في العلاقات بين الزوجين. امتاز بالبساطة والدقة، وركّز على مايصيب المرء في طفولته، لأنها تنعكس عليه في الكبر. وبعد الدراسة الجامعية، قرأ كتابا عنوانه:  

    La sexualité féminin، وكان كتابا علميا دقيقا، صادرا من متخصص. ومنذ عامين قرأ كتاب: ما يجوز ومالا يجوز في الحياة الزّوجية ، لسيدنا محدّث المغرب، العلاّمة السيد عبد العزيز بن الصديق الغماري، الذي اعتنى به وعلق عليه، الأستاذ: محمّد بن عبد الله الشّعار، دار الفتح، عمان، الأردن، الطبعة الأولى: 1430هـ - 2009، من 225 صفحة. واستطاع أن يجيب على أسئلة دقيقة ، تتعلق بين الزوجين، معتمدا على مارواه الأولون وسبقونا فيه، ليبيّن للقارىء أن الأمر الذي استوجب الحياء، سبق لأهل العلم أن خاضوا في شأنه بالتفصيل. واليوم بين يديك تعليق عن كتاب من التراث العربي عن نفس الموضوع.

 

وأثناء المقارنة، يلاحظ المرء حرية دون وازع أخلاقي لدى الغربيين، وتقييدا ومنعا لكل مايتعلق للعلاقات بين الزوجين لدى العرب، باسم الدين. فوجب الجمع بين التخصص الذي امتاز به الغربي، والدقة العلمية التي تفوّق بها. وفي نفس الوقت، تتطلب إضافة الأخلاق والقيم والفضائل، التي تجمع الزوجين وترفعهما ويصان بفضلها الأفراد والمجتمع.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37083
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18