• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوطن المفقود!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الوطن المفقود!!

إقترب مني أحد الأخوة قائلا: لماذا لا تكتب عن الأقلمة  , وتؤيّد إقامة الإقليم الفلاني؟
قلت: وأين الوطن؟
قال: إنها الأقاليم , فالخطة ناضجة!
قلت:الكاتب الحرّ يكتب ما يراه!
قال: على راحتك!
فقلت: لكن الوطن ليس على راحته , وإنما على راحة مفترسيه!!
فالتوصيفات والمسميات الأخرى , صارت تنخره , وتغيّبه في تموضوعات إتلافية , وصراعات إنقراضية , ذات تداعيات مريرة.
وما يجري هو من نتائج سياسات وسلوكيات وثقافات وعقائد (الوطن المفقود).
فالذي يحصل ضد الوطن , ولا يقدم أية خدمة نافعة له ولأبنائه , لأنهم أنكروه , واندحروا في صناديق الضلال والبهتان المبيد.
فعندما نقرأ ما يُكتب , ونسمع الخطب والتصريحات , لا نجد وطنا , بل صراعات المسميات والتوصيفات المفروضة على الشعب والوطن , الذي ما عاد قائما في وعي الناس  , إلا في خيام (كانَ) , وأصبحت السعادة أن تغادر وطنك , لأن وجوده قد إنعدم فيك , وما عاد له أثر طيب يشدك إليه.
وهذه إرادة إنتصرت على حقيقة الوجود الوطني والحضاري , وهزمت إرادة الوطن والشعب , وامتلكت الإنسان بأسره , حتى ما عادت الألوان تتآلف , والقدرات تتكاتف.
إن سايكولوجية الوطن المفقود لها التأثير الكبير والخطير على جميع المستويات الفاعلة فيه , ويشترك فيها جميع الناس الذين غاب فيهم الوطن , وحضرت عندهم أجندات أخرى تفوقت عليه.
وعندما يفقد الكيان البشري الوعاء الذي يكون فيه , فأنه يتشظى ويتفتت محتواه , ويصبح ضعيفا واهنا , عاجزا عن التواصل مع الحياة , ويكون فريسة سهلة للآخرين , ويدخل في مراجل الإتلاف الحضاري الشديد.
ومن أخطر أساليب تغييب الوطن , القيام بتقسيمه على أسس عرقية وطائفية , مما يصنع وجودا إفنائيا متوارثا عبر الأجيال , فيؤدي للإسهام في مشاريع الطامة الكبرى!
 
فعودوا إلى وطنكم واعرفوا دينكم , فلا بد للدين من وطن!!
 
ألا أنّ "حبّ الوطن من الإيمان"(حديث نبوي)؟!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36584
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18