• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أيّها الفقراء...أيّامكم سعيدة!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

أيّها الفقراء...أيّامكم سعيدة!!

أيامك سعيدة أخي الإنسان الفقير , المكبل بأصفاد الحاجات , والمأسور بالقهر والظلم والجور , والذي تشقيه لقمة العيش , وتنهكه الأيام , وكأنها أثقال هموم تتراكم على ظهره وصدره فتتقطع أنفاسه , وتمرغ روحه بجراح الآهات والحسرات.
 
أيّامك سعيدة أخي الإنسان الفقير , المهموم المكلوم , الدامع الحزين , الضعيف المسكين , الناطق بالأنين , الحائر الرهين , البائس السجين. 
الذي  يتبجح من حوله المُراؤن , والذين يمنعون ألف ماعون وماعون , ومهما أخذوا فهم لايشبعون , وبالشراهة والأنانية يتلذذون , وكأن الناس من حولهم أرقام وهو الأعلون.
 
أيامك سعيدة أخي الإنسان الفقير , فهل عندك عيد , وهل تلبس ثوبا جديدا , وتأكل ثريدا , وتعرف طعم الحلوى , ومعنى أن يكون عند الناس عيد.
فالإنسان منشغل بالمغانم , وعن الخيرات صائم , وبالمنكرات حالم , وعلى صراط الرحمة ناقم , ويحسب الدين عمائم , وأنت المَلوم وهو اللائم , وكأنه يراك من ذوي المآثم , وهذا هو جزاؤك الدائم, فتراه يصلي وفي الليل قائم , ويتعبد في محراب أمارة السوء التي تمنحه العزائم.
 
أيامك سعيدة أخي الإنسان الفقير , في زمن صار فيه اليسير عسيرا , والجاهل خبيرا , والمال وفيرا , والنهب كثيرا , والفساد قديرا , وأمة الضاد تتعاطى مريرا , وفرزدقها يقاتل جريرا , وداحسها وغبراؤها دامت مشيرا.
فالناس أشتات , شظايا وأمعات , يستثمرون في الويلات , ويستلطفون التداعيات , تأكلهم آفة ومن حولها آفات , ولا يعرفون إلا دروب العثرات , كأنهم أحياء لكنهم أموات , أنهكتهم الصراعات , وأفنتهم الكراسي الخائبات , دينهم دنانيرهم , ومناصبهم العاليات.
 
أيامك سعيدة أخي الإنسان الفقير , الجالس على أرصفة المآسي , الحامل للرواسي , الممرغ بالقواسي , الحالم بطعام جاسي , والساعي إلى مَن يؤاسي , ويكون الرحيم الكاسي , في زمن النكران والتناسي , والفجور والنفاق والتقاسي.
أطفالك يتباكون , وعن حقهم في العيش والحياة يتساءلون , ولماذا النفط وفير وهم يتضورون , ولماذا الأغنياء كُثرٌ , وأنهم يتحرقون , وإليهم بضائع التضليل والتخدير يسوقون , وكأنهم حتى بالهواء عليهم يتصدقون , فعن أي دين يتحدثون , وهم الأجشاع الذين لا يُطعمون , وفي غيهم ورغائبهم منغمسون.
 
أيامك سعيدة أخي الإنسان الفقير , فكلهم متدينون  , وبأحزابهم يتبخترون , وبما كسبوا فرحون , وبالآيات يعرفون , يقولون ما لايفعلون , وتأمل إذا كانوا بشيئ منها يفقهون!
 
"وآتِ ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا" الإسراء:26
 
"فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير" الحج:28
 
ومن أقوال الإمام علي:
"إن الله فرض في أموال الأغنياء أقواتَ الفقراء , فلا جاع فقير إلا بما متّع به غني"
 
ويقول إمرؤ القيس:
"وما يدري الفقير متى غناه
وما يدري الغني متى يموت"
 
تحية لأخي الإنسان الفقير المُعاني الكسير , فلا تحزن ولا تبتئس , فهم الفقراء الأشقياء , وأنت الغني الأمير.
 
و"إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله" النور:32
  
وأملنا أن نتعلم مهارات الخلاص من الفقر , والتحرر من الفساد , وإبتكار الآليات الرشيدة لتوزيع الثروات الوطنية , بعدل ونزاهة وصدق وإخلاص صادق.
وكل عام وفقراء الأمة أقل عددا , وأفضل حالا!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34660
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28