صحيفة الشرق  https://www.alsharq.net.sa/2013/06/21/873320

في هذا الوقت من كل عام ومع توافد المحبين إلى الشرقية وازدياد المصطافين، تزداد مظاهر البهجة والفرح والمهرجانات، كما تزداد الظواهر المسيئة للوطن وسمعته ومكانته؛ حيث نرى المتسولات والمتسولين بأطفالهم عند إشارات المرور وكأنها سمة للمنطقة أو شعارها الصيفي السياحي، وهؤلاء عارٌ في جبين الوطن في كل حالة يكونون فيها.

فإن كانوا متسولين يقتاتون بأطفالهم على هذه المهنة المهينة والشاقة؛ لأنها ليست بالسهلة ولا بالمريحة في ظل أجواء كأجوائنا لهذا العام، حيث الغبار الكثيف اليومي، فتلك مصيبة أعظم، مما يشي بغياب دوريات مكافحة التسول والهيئات والمنظمات التي تكفل لهؤلاء برامج التأهيل التي تعيد لهم كرامتهم، لأنهم لم يمتهنوا هذه المهنة حُباً فيها، بل بالتأكيد أن هناك ما اضطرهم لذلك من دفق ماء الوجه أمام كل مارٍ، ومحاولة استعطافه ليجود بريال واحد في حالة تجوُّل لساعات بين المركبات، معرضين أنفسهم وأهليهم لخطر الدهس ومشاكسات الشباب المتهكم عليهم تارة والمستهتر بهم تارة أخرى. فإن وُجدت البرامج التي تعيد لهم كرامتهم وتهيئهم نفسياً وعملياً وتكفل معيشتهم فهل سيختارون اللف في الشوارع على كفالتهم. كما أنهم لن يعرِّضوا أنفسهم للسجن لو أن رجال مكافحة التسول قاموا بدورهم بشكل يرهب كل من تسوِّل له نفسه امتهان هذه المهنة التي ترسم لوحة الوطن مشوَّهة وغير لائقة بمكانته.

ولو كان الأمر متابعاً من قِبل الكل لما امتهن فرد هذه المهنة، لأن الناس ستعي أنه لا عذر لمن ينزل للشارع متسولاً، ولن يستجيب أحد لهم لمعرفتهم بأن الدولة لم تقصِّر في حقهم وأنهم مكفولو المعيشة، فمن المسؤول عن تلك الظواهر والمظاهر؟