• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثورة النخب .
                          • الكاتب : علي البحراني .

ثورة النخب

 ما حدث في تونس ويحدث في الكنانة مختلف بكل المقاييس عن ثورات قامت على عامة الناس، طلبا للرزق وجباية من الحاكم لمواطنيه، اموالهم، انها ثورة النخب الباحثة عن الحقوق والانسانية، بعدما اغتصبت عشرات السنين من الطغم الحاكمة، والتي طالما ادعت وشارك في ادعائها ما يسمى بالمنظمات المراقبة للانتخابات، أنها تحظى بحب الشعب لها من خلال نتائج لاتتغير ارقامها عن التسعات، إما بالترغيب أو بالترهيب والأغلب بالتزوير.  في حالتي تونس ومصر انكشف الغطاء عن جيفة نتنة. فأين تلك المنظمات العالمية التي اعترفت بكل نتائج الانتخابات الماضية واقرت بأنها نزيهة؟ هل من انتخبوه هم شعبه الذي ثار عليه، أم هو شعب من المريخ؟
اللافت في الأمر أن المتظاهرين ضد زين العابدين المخلوع، ومبارك الذي سيخلع، هم من نخب المواطنين وكلهم نخب. فلم اجد متظاهرا من خلال اللقاءات الفضائية العشوائية إلا ولديه القدرة على التحليل والفهم والمناقشة، وكأنه مخضرم في ذلك.
وعليه فقد كانوا متحضرين في سلوكهم راقين في تصرفاتهم، فهم من يحافظون على النظام والأمن، وهم من يحافظون على نظافة أماكن تظاهرهم، وهم من يرفعون تلك الشعارات الحضارية غير البذيئة، ولا سباب ولا شتائم خادشة للحياء العام. وهم من يصرحون وينقلون الأخبار والمواقف للفضائيات والصحف، كما يستطيع أي متظاهر منهم أن يرسم خارطة الطريق للمظاهرات، صامدين غير مهزوزين ولا وجلين. كما انهم يثبتون يوما بعد يوم أنهم اكثر حضارة واكثر فهما واكثر حكمة من حاكمهم، الذي يريد أن يموت على عرشه متشبثا به حتى الرمق الأخير، وحتى لو استخدم كل أنواع المقاومة المشروعة وغير المشروعة من أجل بقائه، لكنه سيخسر شعبه حتى لو بقى على عرشه بمساندة اصدقائه الصهاينة، والذين مدوه بالعتاد والعدة، لقمع شعبه الذي طالما صم اسماعنا بنتائج انتخابهم له، بالنسبة المعروفة 99.99 في المئة. فهل يتعظ بقية الحكام ويجعلون من شعوبهم درعا لهم، بإرجاع حقوقهم إليهم بدل ما هم عليه من قنابل، احتمال تفجيرها في وجوههم في أي لحظة؟

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3160
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29