• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : صرخات السماء ..الصامتة .
                          • الكاتب : قيس النجم .

صرخات السماء ..الصامتة

كان يجلس على شرفته يتأمل وكانت لحظات الفجر تولد؛ ورحم السماء يعلن عن ظهور أول بصيصٍ للنور، وتلك اللحظات تمر علية ثقيلة الخطوات.
تأخذه الساعات إلى ذكريات الماضي الجميل التي ذهبت مع أيام العمر، في سنين الطفولة الشقية ؛وتلك الطفولة ترتدي ثوب العفة والصدق رغم شقاوتها المزعجة في بعض الأحيان .
صرخاتٌ صامتة تصرخ السماء وهي تطلق طلقاتها لولادة فجر جديد ؛و عن يوم آخر لا يسمع صرخاتها الا الذين غرقوا في هموم ساعاتها الطويلة ,بكل لحظاته 
ليكون اجازة المرور لصوت السماء الصامت ،وهي تولد فجراً جديداً مع أنين خافت 
 وقدوم يوم جديد وعناءٍ طويل .
كان لابد ان يصحو على صرخات جارته التي جاءها خبر وفاة ابنها ,الذي اصابته شظية من احدى سيارات الغدر المفخخة قبل عدة ايام؛ عندما كان ذاهباً كي يؤدي صلاة الجمعة في الحسينية القريبة من دارهم .
بداية يوم ؛ وصرخات من السماء كان يتأملها بكل رومانسية متناسياً واقعه المرير ولوعة الحقيقة ؛ ومن ثم  صرخات تلك المسكينة التي أعادته الى الواقع الذي كان يهرب منه الى احلامه الوردية ؛ويرسم تخيلات معاكسة للواقع بكل سذاجة وقلة حيلة 
 
هبّ مسرعاً الى جارته محاولاً أن يكون اول الواصلين ؛والمواسين لفقيدها الذي كان له مثل الاخ ؛وكانوا دائماً معاً منذُ الطفولة ,آه كم قاسية هذه الدنيا شعر بغربة تجتاح اعضائة ؛وتفاهت الايام وقباحة السنين التي تحمل بين احشائِها الحزن والفراق .
 
وصل مسرعاً وكانت المسكينة في صدمة الخبر المفجع ؛نظر اليها وعيناه تملاءُها
الحيرة والخوف من خسارة صديقه؛ الذي هو آخرخيوط الامل في تصوره ؛وخسارته يعني  أقتراب نهايته ؛ نعم تأكد من صحة الخبر لقد رحل الى عالم الاخرة بجوار رب الخلائق وعالم البرزخ ؛ رحل بدون ان يودعنا ياله من عجول كان علية ان يصبر او ان ينتظر قليلاً ؛ حتى يقول لي اين اجده اذا ما فكرة يوماً ان اسافر اليه
كان دائماً يفاجئني بتصرفاته الصبيانية ؟؟ 
 لقد رحل !!وهذه المرة بدون أرادته ومن دون موعد ؛رحل مسرعاً  لكونه بداء يكره المنافقين واصحاب الأقنعة ؛ وهم في كل مكان وبأجمل الاشكال ؛رحل وهو يتألم من حياته التي قضاها ؛وهو يبحث عن الفرصة التي مات ولم يجدها ؛مسكين كان مثلي يحلم حلم اليقضة ؛وكان يسمع صرخات السماء رغم انها صامته !! 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29614
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28