بات من الواضح ان التصريحات النارية والتجاوزات على هذه الشخصية او تلك لم تقتصر على طرف معين وعندما يصرح النائب في البرلمان العراقي ويشخص حالة معينة في وزارة او مؤسسة معينة فذلك من ضمن نطاق عمله الرقابي الذي يجيز ذلك ولكن دون شخصنة الامور وان لا يكون الدافع وراء ذلك مجرد التسقيط السياسي او العداء الشخصي .

اثيرت في الايام الماضية ولا زالت تتفاعل الى اليوم تصريحات النائب ياسين مجيد ضد رئيس الاقليم مسعود البارزاني والذي وصفه فيه بأنه خطر حقيقي على اقتصاد العراق وامنه القومي وقد صدر الرد على هذا التصريح من رئاسة الجمهورية وبشكل متوتر واندفاع عالي ضد ياسين مجيد وعلى الرغم ان هذا التصريح  ليس في محله ولا وقته مع ما يمر به العراق من وضع متأزم مع تأزيم المنطقة بالكامل ولا بد من مواجهة الارهاب اولا وهذا يستدعي تراص الصفوف وفي نهاية المطاف هو تصريح بين سياسيين لم يقبله الرئيس الطالباني والذي بدوره كان يمكن ان يصرح تصريحا عاديا ضد النائب ياسين مجيد ودون اصدار بيان من أعلى سلطة مطلوب منها الحفاظ على وحدة العراق والدستور العراقي.

رأينا الكثير من الانفعالات وردود الفعل الغاضبة وإلقاء اللوم والعتب والتهجم والتنكيل والضرب تحت الحزام على تصريح واحد ولكننا لم نرى ردا على تصريحات النواب الاخرين التي تصل في أكثرها الى حد التجريح الشخصي والاعتداء بألفاظ بذيئة بحق رئيس الوزراء وهو يعتبر السلطة الفعلية الحاكمة في البلاد من النائب الاتروشي الى مها الدوري الى عزيز العكيلي الى النائب الاكثر استخداما لألفاظ العدائية والتجاوز الغير مسؤول صباح الساعدي وفي آخر تصريح له يوم أمس الثلاثاء حول صفقة الاسلحة الروسية التي قال فيها واصفا رئاسة الوزراء بأنها تمارس حماقات كالتي كان يمارسها نظام البعث حيث يصف من قام بتلك الصفقات بأنه أحمق ولا أعتقد ان هذا الوصف والتجاوز يتساوى مع ما صرح به النائب ياسين مجيد ،، ففي تصريح الساعدي هناك شخصنة وتجاوز على كرامة الشخص وهذه تعبر عن عدم الاحترام للمقابل وأعتقد ان هكذا تصريح هو الذي يستوجب ان تصدر بيانا بحقه لا أن نسكت عن واحدة ونهاجم واحدة اخرى فلم نسمع العراقية ولا التيار الصدري ولا التحالف الكردستاني ولا النائب حسن العلوي الذي يستشيط دفاعا عن البارزاني  أنهم ردوا  على هذا التصريح الغير مسؤول ولم يراعي فيه حتى العرف الاجتماعي الاخلاقي ولا حتى العشائري لأن المفروض ان الجميع ينتمون الى بطون العشائر العراقية .

التساؤل الذي يطرح نفسه هو: هل سيقوم فخامة رئيس الجمهورية باصدار بيان ليردع فيه النائب صباح الساعدي لأنه تهجم على رئيس وزراء الدولة  ؟؟؟ أنا لا أعتقد ذلك.