كلما تتصاعد المشاكل بين اقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد لا نسمع منهم سوى انهم ملتزمون بالدستور  العراقي وانهم يعملون ضمن التوافق والشراكة الوطنية وضمن العراق الاتحادي الفيدرالي وضمن التفاهمات السياسية مع الكتل والاحزاب العراقية  ، ولكن ما نراه هو خلاف ذلك حيث التفرد والعمل خارج اطار الدولة والاصرار والعناد على مواجهة حكومة البلد وسيادته في الكثير من الخروقات التي تمارسها حكومة الاقليم او لنقل حكومة السادة البرزانيين لان المعارضة الكردية في حركة التغيير وغيرها من الاحزاب الاخرى لا حول لهم ولا قوة في ان يواجهوا تسلط السيد مسعود وابناءه على كل مفاصل الاقليم ومؤسساته ، بل حتى الحليف الاستراتيجي لهم الاتحاد الوطني الكردستاني هو الاخر لم يعد يعرف ما يدور في خفايا كواليس اربيل وقد شكوا من ذلك في مؤتمرهم الاخير في كركوك حيث قال السيد عادل مراد ان افراد حزبهم مهمشون في الكثير من المؤسسات التابعة للاقليم في دهوك واربيل وهذه الشكوى كانت قبل ايام ومن يريد العودة الى ذلك فليستمع او يقرأ ما جاء في اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الوطني وتحذيراتهم لحكومة الاقليم ورئاسته من هذا التهميش.

اليوم بدأت الخفايا تظهر الى العلن من خلال الصحف العالمية لتوضح لنا كيفية القيام بالخروقات الدستورية والتجاوز على الصلاحيات الحصرية لحكومة المركز بل ابعد من ذلك فإن هذا التجاوز هو ليس فقط للحكومة وانما للبرلمان العراقي الذي يشرع قوانين العراق بأكمله والكل يخضع لقوانينه فشراء الاسلحة التي يقوم بها مسرور البارزاني ابن رئيس الاقليم وبالذات الثقيلة منها هو من ضمن تلك الصلاحيات الحصرية للدولة العراقية وسيادتها حيث فضحت جريدة هولندية صفقة الاسلحة السرية بين الاقليم والجانب الاسرائيلي والتي نشرتها وكالات انباء خبرية وإن كان الخبر ملفقا فعلى رئاسة الاقليم ان تنفي ذلك، وهذه في حد ذاتها مخالفة دستورية في الامن القومي للدولة وهي التعامل والمتاجرة مع دولة لا يسمح العراق في التعامل معها تقول صحيفة  الديلي تلغراف الهولندية في عددها الصادر يوم 28/5/2012 (  اكبر صفقة لشراء السلاح ستدخل لاقليم كردستان عن طريق الحدود السورية العراقية ، مبينا ان الاقليم سيحتل المرتبة الاولى في استيراد الاسلحة الاسرائيلة وان نجل زعيم اقليم كردستان مسرور بارزاني قام بإبرام اتفاق مع هيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية لشراء السلاح ودخوله عبر الحدود العراقية السورية، مؤكدا ان الاقليم سيتصدر زبائن اسرائيل في القارة الاسيوية للعام الجاري بصفقات متتالية بلغت قيمتها 4.6 مليار دولار لشراء ناقلات من طراز "ميركافا" واجهزة انذار مبكر لمنصات الصواريخ واجهزة كشف المتفجرات ستسلم على شكل دفعات متفاوته و 17،6 مليار دولار تشمل صواريخ كتف وصواريخ ارض ارض بالاضافة الي صواريخ يصل مداها الي 280 كيلومتراً اضافة الى بعض الاسلحة الخفيفة .) وهنا التساءل يطرح نفسه كيف يكون التجاوز ياسيادة رئيس الاقليم وهذه الصفقات من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة وما خفي كان اعظم ربما تكونوا قد اتفقتم على صفقة طائرات حربية، وكما هو معروف ان جريدة الديلي تلغراف الهولندية من الصحف التي لها مسؤوليتها وثقلها ومصداقيتها ولا أعتقد انها تجازف بخبر كاذب ليس له مصداقية إن لم تكن تعرف بالكثير من التفاصيل التي لم يوضحها التقرير لأن اسرائيل لها علاقة من نوع خاص مع مملكة هولندا ، فماذا تقول كتلة التحالف الكردستاني بهذا الخبر وبتلك التجاوزات على سلطة الدولة المركزية؟!!!.