• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقاحة اوغلو وتجاوزات البارزاني .
                          • الكاتب : باقر شاكر .

وقاحة اوغلو وتجاوزات البارزاني

 بكل المقاييس السياسية والاخلاقية والعرف الدولي وصفة الجوار الجغرافي والاحترام الدولي المتبادل وما الى ذلك من مسميات نجد ان زيارة اوغلو الى كردستان العراق هي تجاوز على كل تلك المسميات اعلاه بل هي غاية العهر السياسي الذي يمارسه بعض القادة السياسيين ، هذه الزيارة التي اعتبرها كل المحللين واصحاب القرار السياسي بأنها حماقة سياسية وتجاوز على سيادة دولة بكل المقاييس يمكن ان تضع العلاقات العراقية التركية في مهب الريح وعلى العراق وبالذات الحكومة المركزية ان تضرب على الوتر الاقتصادي التركي لان الاتراك بدون الاقتصاد لا يمكن ان نسميهم دولة فاعلة في المنطقة ولعل الازمة المالية والاقتصادية التي ضربت دول العالم كان لها الاثر الشديد والكبير على تركيا وقد وصل الامر بكل رجال الاعمال الى ان يبيع الكثير منهم شركاته ويعلن افلاسه بالكامل وقد تردى الوضع الاقتصادي التركي الى درجة هلاك الدولة والمجتمع على حد سواء لولا دخولهم الى السوق العراقية من اوسع ابوابها وفي كل المجالات وهو الامر الذي دفع حتى الشركات التي افلست ان اعادت ترتيباتها من جديد وبطلب من الحكومة التركية فقالت لهم عليكم ان تستغلوا الوضع العراقي ما استطعتم وتعيدوا توازن شركاتكم من جديد وبالفعل هذا ما فعلوه الى درجة اننا نرى حتى شركات التنظيف تركية في شوارع بغداد وشركات الاتيكيت وغيرها من الشركات الاخرى وهذا ما نعيبه على الحكومة العراقية .
هذا التجاوز التركي الوقح لم يكن ليحصل لولا تجاوزات البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق الذي يظن نفسه او ربما افهمه الاتراك بأنه يمثل دولة مستقلة على أرضه ولا يحق لحكومة المالكي المركزية التدخل بعلاقات الدول الخارجية مع الاقليم وهو قمة التجاوز الاخلاقي والعرف الدستوري العراقي وما يؤلم أن يكون البعض من الذين يمثلون مناطق معينة في العراق ورقة بيد هذا الطرف او ذاك ويعد ذلك خروجا عن الوطنية لانه تجاوز على الدستور العراقي ولا بد للبرلمان العراقي  من أخذ دوره بشكل صحيح ولا يكون كالخرساء في صحراء قاحلة ، وفي المقابل كيف نأمل من هكذا برلمان الوقوف بوجه تلك الخروقات الدبلوماسية على سيادة العراق ونحن نرى القائمة العراقية التي تجعجع كل يوم بالوطنية المزيفة وتضحك على قاعدتها الجماهيرية وهي ترحب بزيارة اوغلو تلك ، فهل من المعقول ان نتنازل عن قيمنا وخلاقنا السياسية لاجل ان يكون الموقف متلائما مع توجهاتهم الداعية الى الوقوف بوجه المالكي في كل موقف سواء كان صحيحا ام خطأً ، أين هي القاعدة الجماهيرية لهؤلاء النواب ليوقفوهم عند حدهم من باب حرصهم على كرامة العراق وهم من يدعيها كل يوم ، كما لا نرى للمعارضة الكردية التي تأخذ على عاتقها الحفاظ على المكتسب الكردي وصيانة حقوقه الدستورية فهل ان تركيا ستكون حصنا حاميا للاكراد ؟ بعبارة اوضح هل يؤتمن الثعلب وهم يعلمون مواقف الدولة العلمانية التركية من القومية الكردية ؟ ألا ترجعون الى رشدكم وتوقفوا ممارسات وتجاوزات البارزاني الذي يأمل من ذلك ترسيخ العائلة الحاكمة لكردستان والتي ربما وعدته بذلك تركيا العثمانية التي لا تطيق مفهوم المجتمع الكردي وتحاول قمعه على مر السنين الطويلة. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20271
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20