• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : مقابلة السيد المبجل .
                          • الكاتب : منتظر العلي .

مقابلة السيد المبجل

 كنت أقف على الهواء  وتحتي  إرجاء فسيحة  من المكان وتحيطني  الأشجار من كل جانب ، وبساتين  من كل نوع ولون ، لا اعرف  كيف وصلت  الى هنا  ومن الذي استدعاني لأتي ، انتبهت واذا على يمين  المكان قبر مهدم  ، يبدو لي المكان كان عبارة عن مسجد أو ربما مزار ، والساحة والواسعة الجرداء ربما كانت تتبع له ، كنت اود امعرفة كل شيء عن هذا المسجد المهدم ،  متى تأسس ؟  ومتى تهدم ؟   حتى  المحراب الصغير  جثي على الأرض يبدو ان الدواعش ذبحوه ، كانت المنطقة  بأسرها تحت سيطرتهم رحت أجوب المكان  بحذر ، وأرى بعيني مخالب الأرهاب تعبث بجسد المكان ،  في أحدى زوايا  المسجد  رأيت  أطلالة  نور ، ورجل مبجل كأنه مجبول بالضوء ، تأكد حدسي بانه باني اقف عند مزار من مزارات القداسة ، وهذا السيد الجليل  صاحب هذا المزار وسيده ،قال لي :ـ  هل رأيت بعينك ما فعلوه ؟، أنهم قتلة واوباش، لم يسلم منهم شيء حتى قبري ، تجمعوا أهل القرية والقرى المجاورة أرادوا ان يدافعوا عن وجودي ويضحوا بارواحهم  ، كنت اتمنى اذهب الى زوال  أقع  أتهدم ولا يصاب احد احفادي باذى ،  الذي أرعبني انهم فجروا  محرابي باسم الله  وتهليلة الله اكبرـ
 قد أكون  في مهمة  حرجة لا اعلم  ما علي  ان افعله  تقربت  اليه اذهلني سيد الضوء بما يمتلك من وقار / قلت له :ـ أنت غاضب يا سيدي  ؟ أجابني  دخل يوما امير المؤمنين علي عليه السلام  منتصرا بعد حرب  الى كنيسة وقر مقامها وقال كم عبد الله هنا ، وهؤلاء الحمقى  لم يحترموا مقامي  ولا تاريخي وتاريخ جهادي ضد الانكليز ،  لم يحترموا وجودي وهم يحملون اسم الله  راية حرب ، يا بني هذا المسجد كان هو مدرسة  القرية أيام الكتاتيب  ، وكنت انا المعلم  الذي خرج اغلب مثقفي هذه القرية  من معلمين  وموظفين  وأطباء ، هل تعرف  يا ولدي  ان هذا المسجد  الصغير كان هو  المشفى الوحيد  لهذه القرية  والقرى المحيطة  بها ، كنت اجبر مكسورهم  واعالج مرضاهم   وهنا كانت اعراسهم واحزانهم  وجنائزهم كانت تطوف المزار قبل ان توارى التراب ـ اجيال مروا  هنا علمتهم الحكمة  والنبل والانسانية  وانا اتمتع  بقداسة  هذا  النور المبجل  ، رأيت  مجموعة من الدواعش  تقود بعض الشباب اسري  الى الموت ،قال حينها  السيد المبجل  لم يكتفوا  بتهديم مسجدي  وقبري  لم يكفيهم هذا الخراب ، جعلوا مني  مقبرة للضحايا هنا يدفنون أحفادي وهم أحياء  يرجمونهم بالحجارة  كي يموتوا ، ويسحرون مني ، سيد جلبنا لك أنصارك كي يتبركون بك  وانت تنعم بموتهم ،  
مسح دمعته وهو ينظر الي  :ـ انا يا بني  دعوتك الي ، لترى  كيف يسخرون  من هيبتي  بعدما حولوا  المسجد إلى  منفى ومقبرة أحياء ـ أرسلت إليك  لأقول لكي ابني انأ أدعو لكم بالخير وبالنصر  والذي أريده منك أن تبلغ القادة والمقاتلين  ان يحتفلوا  يوم النصر ببنائي ، قبل ان  يذهبوا  إلى بيوتهم ، قلت له أمرا وطاعة يا سيدي ، وحين أخبرت آمر الفرقة برؤياي  قال  أوامره على رأسنا تاج ، وفعلا وفى الرجال عهدهم واحتفلوا يوم نصرهم ببناء المسجد  وسمعنا الاذان من منارته  وصلينا بمسجده ثم رحلنا مكللين بالنصر والايمان ، اليوم طافت بي رؤيا جديد ة وإذا السيد المبجل يقبلني ويقول لي اشتقت اليك كثيرا ، ولهذا ققرت فعلا ان ازوره  المدهش بالأمر رأيت الناس يرحبون بي ترحيبا كبيرا وكأنهم كانوا ينتظرون قدومي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179846
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29