• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مشكاة نور الله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله (الحلقة الخامسة) .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

مشكاة نور الله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله (الحلقة الخامسة)


المشكاة في النصوص وكلمات الاعلام
روى الشيخ الصفار في بصائر الدرجات باسناده عن جابر عن الامام الباقر (عليه السلام)" قوله تبارك وتعالى الله نور السماوات والأرض مثل نوره فهو محمد صلى الله عليه وآله فيها مصباح وهو العلم المصباح في زجاجة فزعم أن الزجاجة أمير المؤمنين وعلم نبي الله عنده" 
وروى الشيخ الكليني في الكافي الشريف " ثم إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عز وجل : " الله نور السماوات والأرض " يقول : أنا هادي السماوات والأرض مثل العلم الذي أعطيته وهو نور [ ي ] الذي يهتدى به مثل المشكاة فيها المصباح ، فالمشكاة قلب محمد ( صلى الله عليه وآله ) و المصباح النور الذي فيه العلم وقوله : " المصباح في زجاجة " يقول : إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة ، " كأنها كوكب دري " فأعلمهم فضل الوصي ، " توقد من شجرة مباركة " فأصل الشجرة المباركة إبراهيم ( عليه السلام ) وهو قول الله عز وجل : " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " وهو قول الله عز وجل : " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " ، " لا شرقية ولا غربية " يقول : لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق وأنتم على ملة إبراهيم ( عليه السلام ) وقد قال الله عز وجل " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " وقوله عز وجل : " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء " يقول : مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون " يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء " يقول : يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك"  .
وروى الشيخ الصدوق اعلى الله مقامه في التوحيد (2 - وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن قول الله عز وجل : ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) فقال : هو مثل ضربه الله لنا ، فالنبي صلى الله عليه وآله والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين من دلالات الله وآياته التي يهتدى بها إلى التوحيد ومصالح الدين وشرائع الإسلام والفرائض والسنن ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
3 - وتصديق ذلك ما حدثنا به إبراهيم بن هارون الهيتي بمدينة السلام ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدثنا الحسين بن أيوب ، عن محمد بن غالب عن علي بن الحسين ، عن الحسن بن أيوب ، عن الحسين بن سليمان ، عن محمد بن مروان الذهلي عن الفضيل بن يسار ، قال : قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : ( الله نور السماوات والأرض ) ؟ قال : كذلك الله عز وجل ، قال : قلت : ( مثل نوره ) ؟ قال : محمد صلى الله عليه وآله ، قلت ( كمشكاة ) ؟ قال : صدر محمد صلى الله عليه وآله ، قال : قلت : ( فيها مصباح ) ؟ قال : فيه نور العلم يعني النبوة ، قلت : ( المصباح في زجاجة ) ؟ قال : علم رسول الله صلى الله عليه وآله صدر إلى قلب علي عليه السلام ، قلت : ( كأنها ) ؟ قال : لأي شئ تقرأ كأنها ، فقلت : فكيف جعلت فداك ؟ قال : كأنها كوكب دري قلت : ( يوقد من شجرة زيتونة مباركة لا شرقية ولا غربية ) ؟ قال : ذلك أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام لا يهودي ولا نصراني ، قلت : ( يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ) ؟ قال : يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد من قبل أن ينطق به ، قلت : ( نور على نور ) ؟ قال : الإمام في إثر الإمام عليه السلام .
4 - حدثنا إبراهيم بن هارون الهيتي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي - الثلج ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري ، قال : حدثنا أحمد بن صبيح قال : حدثنا ظريف بن ناصح ، عن عيسى بن راشد ، عن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام في قوله عز وجل : ( كمشكاة فيها مصباح ) ، قال : المشكاة نور العلم في صدر النبي صلى الله عليه وآله ( المصباح في زجاجة ) الزجاجة صدر علي عليه السلام ، صار علم النبي صلى الله عليه وآله إلى صدر علي عليه السلام ( الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة ) قال : نور ، ( لا شرقية ولا غربية ) قال : لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ) قال : يكاد العالم من آل محمد عليهم السلام يتكلم بالعلم قبل أن يسأل ، ( نور على نور ) يعني : إماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمد عليهم السلام ، وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة . فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم الله عز وجل خلفاءه في أرضه وحججه على خلقه لا تخلوا الأرض في كل عصر من واحد منهم عليهم السلام ، يدل على صحة ذلك قول أبي طالب في رسول الله صلى الله عليه وآله :
أنت الأمين محمد قرم أغر مسود * لمسودين أطائب كرموا وطاب المولد
أنت السعيد من السعود تكنفتك الأسعد * من لدن آدم لم يزل فينا وصي مرشد 
فلقد عرفتك صادقا بالقول لا تتفند * ما زلت تنطق بالصواب وأنت طفل أمرد 
يقول : ما زلت تتكلم بالعلم قبل أن يوحى إليك وأنت طفل كما قال إبراهيم عليه السلام وهو صغير لقومه : ( إني برئ مما تشركون ) وكما تكلم عيسى عليه السلام في المهد فقال : ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت - الآية ) .
ولأبي طالب في رسول الله صلى الله على وآله وسلم مثل ذلك في قصيدته اللامية حين يقول :
وما مثله في الناس سيد معشر * إذا قايسوه عند وقت التحاصل
فأيده رب العباد بنوره * وأظهر دينا حقه غير زائل
ويقول فيها : 
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للأرامل 
تطيف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل 
وميزان صدق لا يخيس شعيرة * وميزان عدل وزنه غير عائل.
5 - حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن أسلم الجبلي ، عن الخطاب بن عمر ومصعب بن عبد الله الكوفيين ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل : ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة ) فالمشكاة صدر نبي الله صلى الله عليه وآله فيه المصباح ، والمصباح هو العلم في الزجاجة والزجاجة أمير المؤمنين عليه السلام وعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنده) 
وروى الصدوق (قدس سره) في معاني الاخبار باسناده عن الفضيل بن يسار"قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : " الله نور السماوات والأرض " قال : كذلك الله عز وجل . قال ، قلت : " مثل نوره " ؟ قال لي : محمد صلى الله عليه وآله . قلت : " كمشكاة " ؟ قال صدر محمد صلى الله عليه وآله . قلت : ؟ " فيها مصباح " ؟ قال فيه نور العلم يعني النبوة . قلت : " المصباح في زجاجة " ؟ قال : علم رسول الله صلى الله عليه وآله صدر إلى قلب علي عليه السلام . قلت : " كأنها " ؟ قال : لأي شئ تقرء " كأنها " ؟ قلت : وكيف أقرء جعلت فداك ؟ قال : " كأنه كوكب دري " قلت : " توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية " ؟ قال : ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، لا يهودي ولا نصراني . قلت : " يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار " ؟ قال : يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد صلى الله عليه وآله وعليهم من قبل أن ينطق به . قلت : " نور على نور " ؟ قال : الامام على أثر الامام" 
ونكتفي فيما ورد عن المشكاة في اقوال العلماء بما اورده العلامة المازندراني (قدس سره) في شرح اصول الكافي حيث قال في شرح رواية صالح بن سهل عن مولانا الصادق (عليه السلام): (قوله : ( الله نور السماوات والأرض ) قيل : النور جسم والله سبحانه ليس بجسم ، وقيل : النور كيفية تدرك أولا ثم تدرك بها سائر المدركات وهو تعالى ليس بكيفية فلابد من تقدير مضاف أي الله ذو نور السماوات والأرض وخالقه أو من حمل النور على التجوز أي الله هادي أهل السماوات والأرض فهم بنوره يهتدون أو منورهما باطناً بالنفوس القدسية والعقول المجردة كما أنه منورهما ظاهراً بالأجرام النورية ، أو منور قلوب المؤمنين التي بعضها بمنزلة السماء في الرفع وبعضها بمنزلة الأرض في الوضع والله سبحانه منور الجميع بالعلوم والحقائق على تفاوت درجاتهم . قوله : ( مثل نوره كمشكاة فاطمة ( عليها السلام ) ) أي صفة نوره كصفة مشكاة قال الفراء : المشكاة : الكوة التي ليست بنافذة ، وقيل : هي أنبوبة في وسط القنديل يوضع فيها المصباح وهو السراج والفتيلة المشتعلة والمراد بها هنا فاطمة ( عليها السلام ) لأنها محل لنور الأئمة ، والأئمة نور وسراج لأن الطالبين للهداية المتبعين لأثرهم ، يستضيئون بنور هدايتهم وضياء علومهم إلى الطريق الأرشد كما يهتدي السالكون في الظلمة بالنور والسراج ، قيل : إضافة النور إلى ضميره تعالى دليل على أن إطلاقه عليه ليس على ظاهره . قوله : ( فيها مصباح ) أي سراج وهو الحسن ( عليه السلام ) والمصباح في زجاجة : أي قنديل مثل الزجاجة في الصفاء والشفافية وهو الحسين ( عليه السلام ) فقد شبه فاطمة ( عليها السلام ) تارة بالمشكاة وتارة بالزجاجة ، وبالاعتبار الثاني جعلها ظرفا لنور الحسين ( عليه السلام ) لزيادة ظهور نوره باعتبار كون سائر الأئمة من صلبه ( عليه السلام ) واللام في المصباح ليس للإشارة إلى المصباح الأول فلا يلزم الاتحاد على أن للاتحاد وجها لأن الحسن والحسين ( عليهم السلام ) نور واحد بحسب الحقيقة وإن كانا في الظاهر نورين . قوله : ( الزجاجة كأنها كوكب دري ) أي منسوب إلى الدر باعتبار المشابهة به في الضياء والصفاء والتلألؤ ، هذا إن كان بشد الراء والياء وإن كان بشد الياء فقط فهو من الدرء بمعنى الدفع قلبت همزته ياء وادغمت الياء في الياء فإنه يدفع الظلام بضوئه ولمعانه ، والمراد بها فاطمة ( عليها السلام ) فإنها كوكب دري مضيء
لامع نوراني فيما بين نساء أهل الدنيا . قوله : ( توقد من شجرة مباركة ) توقد بالتاء أو بالياء على صيغة المجهول من الإيقاد تقول وقدت النار تقد وقودا أي توقدت وأوقدتها أنا و « من » ابتدائية أي توقد الزجاجة أو يوقد ذلك المصباح من شجرة مباركة زيتونة كثير النفع وهي إبراهيم ( عليه السلام ) فإنه ذو بركة عظيمة ونفع كثير لوجود الأنبياء والأوصياء من نسله واستظلال الناس بظلال أغصانه وجرائده وانتفاعهم من أثمار علومه وفوائده إلى قيام الساعة ، وفي إبهام الشجرة ووصفها بالبركة ثم إبدال الزيتونة عنها تفخيم لشأنها . قوله : ( زيتونة ) بدل عن شجرة لا صفة لها ولذلك فصلها عنها وقرنها بصفتها وإنما عبر عنها بالزيتونة للتنبيه على كثرة نفعها واتصافها بالعلم الذي هو كالزيت في كونه مادة لضيائها ومبدءا لنورانيتها . قوله : ( لا يهودية ولا نصرانية ) لعل هذا باعتبار أنه كان مسكن اليهود من طرف الشرق ومسكن النصارى من طرف الغرب . قوله : ( يكاد زيتها يضيء ) ضمير التأنيث يعود إلى فاطمة ( عليها السلام ) والمراد بالزيت العلم على سبيل الاستعارة والتشبيه ومس النار ترشيح يعني يكاد علمها يتفجر من قلبها الطاهر إلى قلوب المؤمنين والمؤمنات بنفسه قبل أن تسأل لكثرته وغزارته وفرط ضيائه ولمعانه . قوله : ( يهدي الله للأئمة ) أي لأجلها وتوسطهم أو إليهم . قوله : ( ويضرب الله الأمثال ) تشبيها للمعقول بالمحسوس لزيادة البيان والإيضاح قال صاحب الطرائف : روى الشافعي ابن المغازلي بإسناده إلى الحسن قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( كمشكاة فيها مصباح ) قال المشكاة فاطمة ( عليها السلام ) والمصباح الحسن والحسين ( عليهم السلام ) « والزجاجة كأنها كوكب دري » قال : كانت فاطمة ( عليها السلام ) كوكبا دريا من نساء العالمين توقد من شجرة مباركة الشجرة المباركة إبراهيم ( عليه السلام ) « لا شرقية ولا غربية » لا يهودية ولا نصرانية « يكاد زيتها يضيء » قال : يكاد العلم أن ينطق منها « ولو لم تمسسه نار نور على نور » قال : منها إمام بعد إمام يهدي الله لنوره من يشاء قال : يهدي لولايتهم من يشاء)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179376
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16