كمال الحيدري بقي لسنوات يغمز ويلمز بالحوزة ويستهزئ بعلمائها ومع ذلك لم تتخذ الدولة الإيرانية أي إجراء أمني ضده .. رغبة منها في تهدئة الأجواء وفسح مجال للتعبير عن الآراء للجميع.
لكنه عندما تجاوز الخطوط الحمراء لإيران وصرح بأن الشيعة يكفرون بقية المذاهب .. تم تطويقه أمنياً وإعلامياً ( وهو فعلاً يستحق ذلك بسبب استرساله وعصبيته واستخفافه بعقيدتنا بشكل تخريبي لا إصلاحي ).
إيران بحسب علاقتها بالمحيط الإسلامي تدعم حركات المقاومة .. وتتبنى مبدأ الوحدة الإسلامية (على اختلاف منا في حدوده وتفاصيله وكيفيته) وليس من مصلحتها ولا مصلحتنا كشيعة .. أن يظهر مثل هذا الصوت المفتري علينا ويتهمنا بالتكفير .
فهو من جهة يخالف حقيقة عقيدتنا
ومن جهة يقوض جهود إيران في المنطقة.
هذا الاتفاق في النتائج بين العقيدة وبين السياسة الإيرانية .. لا يعني أن للحوزة يداً في إقصاء وتقييد الحيدري .. فلا هي جهة تنفيذية ولا منهجها منهج أمني.
ولكن الخائف الرعديد بدل أن يتجرأ ويعترف أن الحكومة الإيرانية هي من تقيده .. وجه سهام الإتهام لمراجع النجف وقم .. الذين لا حول لهم ولا قوة في مثل هذه الإجراءات!
أقول هذا وأنا من أكثر الناس استفادة من دروس الحيدري وقراءة لكتبه ( وأغلبها مصادرة لجهود من سبقوه ومنهم العلامة الطباطبائي قدس سره )
وسقوطه المؤسف كان سهماً أصاب قلبي وهد ركني ..
وبقيت حتى النهاية أحاول حفظ حرمته وعدم الانضمام لمن هاجموه من البداية
لكن تجاوزاته الصريحة على مقامات أهل البيت عليهم السلام ( ومن يراجع تسجيلاته يعرف ) كان هو الفراق بيني وبينه .. وأسقط ورقة التوت الأخيرة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ونعوذ بالله من سوء العاقبة
ونسأله السلامة في ديننا.