• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الغيث رحمة الا في بلدنا الحبيب  .
                          • الكاتب : السيد قنبر الموسوي البشيري .

الغيث رحمة الا في بلدنا الحبيب 

عبّرت جملة من الايات الكريمة عن المطر بالغيث وكأن هذه الكلمة تاتي للانقاذ فيكون
الحال سيئا فينزل الغيث لاصلاح الحال  .
وهذا هو المالوف والمعتاد اذا نزل المطر بعد تاخرٍ يكون كالفرج من الكرب فيتغير وجه الأرض الى لوحة فنية بعد ان كان كالحا لتأخر المطر .

فترى أهل الأرض فرحين بما آتاهم الله من فضله 
يقول المولى جل وعلا : (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا) [الشورى:28] 

 ولكن نجد بعض الايات تعبر عن المطر بانه ( مطر السوء ) وهذا بلا شك ينزل نقمة وليس رحمة فيعاقب الانسان على سوء تعامله مع نعم الله عزوجل ويستحق على ذلك هذه العقوبة  
  كما في قوله تعالى:  وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40) سورة الفرقان 

اذن أعمالنا لها صلة مباشرة او غير مباشرة في تحول وتردد المطر النازل من السماء بين الرحمة والعذاب  
كمن يلبس نظارات سوداء ويرى أشعة الشمس سوداء ومن يلبس نظارات زرقاء أشعة الشمس زرقاء 
فالمسالة متعلقة بنا وانما لون اشعة الشمس هي هي  .

وفي بلدنا بلد العجائب ما يشبه هذا الامر كثيرا 
حيث ينزل الغيث رحمة لتخضرّ الأرض وتمتليء الوديان وتجري الأنهار فتزدهر الحياة 
كما في اغلب بلدان العالم  
الا ان أعمال الفاسدين والمتواطئين ممن يقفون الى جانبهم بشكل او اخر قد حولت أمطار الرحمة الى عذاب حيث تمتليء الانفاق لعطل في الغطاس وتمتليء مجاري الصرف لخطأ هندسي أو تقصير في تنفيذ المشروع وتمتليء الشوارع حتى تتعطل الحياة بل وتدخل الماء الى البيوت وكأننا في العصور الوسطى .

أما الجانب الاخر فلاسدود جديدة للاستفادة من هذه السيول ، أين العقول اين الخبرات اين الكفاءات ، هل عقمت النساء ان يلدن الا الفاسدين .
وهل يعقل ان تتكرر نفس المآسي منذ اكثر من 18 سنة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176970
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28