• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حوار مع ..غائب .
                          • الكاتب : رزنة صالح .

حوار مع ..غائب

سكبتكُ في دلو عمري الفارغ ليلد ليّ الفراق قطرات من لقاء أخرس!
ظننت بأن المرض يُقربني منك ويُزيح غبار السنين المُتراكم ولكني حين استيقظت على قبلتك الباردة تذكرت بأنكَ صنعت من الغياب حجة لكي لا تزورنّي، 
قبلة الموت دافئة جدًّا لِذلك مُذ رحيلك وأنا لا أشعر بالبرد، فكرت كثيرًا في التوقف عن تسطيرك بين النصوص لكون الشوق بات يؤكل روحي ولا تُخفي تجاعيده الكلمات!
تذكرت مؤخرًا بأن الكتابة همزة الوصل بيني وبينك، هل تعلم ما المؤلم!
بأنكَ القريب الذي لا أستطيع لمسه والبعيد الذي لا أستطيع نسيانه بالرغم من تكاثر أفراع السنوات على جذور مُهجتي الذابلة!
إلا أني اراك الشعر الأبيض في جمجمة الأيام الخافتة
على جفني الكثير من الدموع المطرزة بخيط من الأسى هل تظنها دموعي أم دموعك؟
ماذا لو رحلت أنا إليك ألن تبتسم الغيوم؟
لقائي مع الموت لا يُخيفني لكوني سوف أصل إليك!
و السماء تبتسم لترابي ، وينهش غيابك قلب ورقتي المثقوب!
عاشقة أنا ولكن عشق كفن وتراب
هُنا تعود الحياة للقلب، هذا القلب مسكون بك ولا أعلم أن كُنت مُصابة بهوس الغياب، صدقنيّ أنا ابنة غيابك حين لج شوقي إليك مات كُلّ لقاء ليّ مع الحياة، 
يُقال بأن المدن خاوية حين يهجرها الناس والقبور  خاوية حتى بوجودهم فيها ولكني أرى القبور مدينة تضج بالحياة!
مادام وجود الله نور يملأ قلبي بالايمان 
هل تظن بأن شوقي إليك أصابني ببضع من الجنون؟
ثم ماذا اليس قيس مجنون ليلى!
ماذا لو أصبحت أنا مجنونتك اليس هذا بجميل؟
صدقني بلغ قلبي من العمر عتيا، وارتداء ثوب الحزن الفضفاض يجعلني أجمل ، توشحت أنا الغياب 
وفطم قلبي من كُل شي عداك.
هل يرضع الحنين من قلبي!
لا أظن فعمري يتسرب خلف سنوات صمتك القاتلة!
ليلة البارحة شربت ذكرياتك من إنا الموت، ومن ثم مررت يديّ في قميصه الأبيض كان طريًا جدًا أظنها قلوب الاحبة عالقة بين ثناياه.
هُنالك شامة سودا تتوسط ثوبه الناصع هل تعلم ماهي؟
إنها قلبي الذي يرتديك كلما طار شوقًا إليك.
 
يقول المتنبي في الفقد:
"وما اشتَدّتُ الدنيا عليَّ لضيقها
ولكنَّ طَرْفًا لا أراكِ بهِ أعمى
لهذا اراك سبيلا يأخذني الى الله لأنه مهل لي حضورك حتى في الغياب 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169526
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19