• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محاورة افتراضية...  مع الدكتور أسعد الامارة حول المخاوف المرضية .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

محاورة افتراضية...  مع الدكتور أسعد الامارة حول المخاوف المرضية

 قاتل صامت هاجم الحضارة البشرية فجأة، وانتشر سريعاً بغتة على غير انتظار، أصيبت الشعوب بالرعب الشديد واندفاع مرعوب، ماذا يفعل الانسان أمام هذه الحيرة، هل يمكث في بيته ولا يخالط أحداً، ويتابع نشرات الأخبار والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي؟ لكن السؤال الذي دفعتي للتحاور مع دكتور مختص في علم النفس، بوزن الدكتور أسعد الامارة، هو كيف تتمكن وسائل الاعلام أن تقدم للناس شيئاً نافعاً اذا هي نفسها تعيش في دوامة الفوبيا (المخاوف المرضية)؟ هل انحسرت مهمتها في تهيئة الناس لقبول القادم المجهول؟
 أجابني الدكتور اسعد الامارة في موضوعه (محنة فايروس الكورونا بين تأثير ايحاء الاعلام ووساوس الناس)، يقول فيه: إن أجهزة الاعلام قد أسرفت بالتركيز على ما اسمته الانتشار المذهل في بلدان عاشت فقدان السيطرة، بلوى الاعلام المتعمد بنشر الرعب والهلع وعرض الصور والحالات القاتمة عن الموت، فعلاً نجح الاعلام في اغراق الناس بالذهول.
 سؤال مهم غرضه الموضوع: هل يحاول الاعلام أن يصدع الشخصية الإنسانية؟ أولاً- الإيحاء من اكثر المفهومات شيوعاً في علم النفس وفي الطب النفسي، إن الإيحاء يجعل الانسان لا يشعر أن الميل يصدر عن فعل خارجي والايحاء الدعامة التي يقيم عليها التـأثير المباشر على الناس.
 الوسواس هو الشعور المتصلب سلوكاً، لا يستطيع مقاومته ويتميز بالشك المستمر، الأفكار التسلطية وجود في فكرة غير منطقية تسيطر عليه بنقاوتها ولا يستطيع أن يفكر، يرى علم النفس أن الإيحاء قوة يمكن نقلها الى مجال التأثير الإعلامي.
ممكن بالإيحاء زيادة ضربات القلب، واثارة الانفعال يؤثر على جهاز التنفس وجهاز الهضم، وهذا ناتج عن قوة تأثير الاعلام في زمن الفايروس الكورونا، يعمل الفكر الهروب من المواجهة والتحمل فيضغط على الجسم، وينقل شدة التفكير وتختل الموازنة.
 الاعلام معرفة يمتلك قوة تأثير على العقل الجمعي وتحويره نحو أهداف غير منظورة، الأخبار والادراك وبعدها التفكير يجعل العقل أسيراً دون أن يدري؛ لكونه تحت تأثير الإيحاء.
الاعلام يمتلك القدرة على الاقتناع والتصديق، وهو قادر على تغيير الاتجاهات وتبديل الآراء، ارادات تحركها الرغبة، الغاية دعم الفايروس القاتل الصامت بوسائل أكثر رعباً ذات انتشار أوسع وهي وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي.
 عبرت وسائل الاعلام بصورة مفزعة عن مخاطر هزيمة الحضارة والتكنولوجيا أمام ممثلي صناعة الفايروس ووسائل نشر الرعب، بنقل الأخبار دون ملل.
 قال لي الدكتور: هي محاولة تطبيق أسلوب من أساليب علم النفس في إيجاد العلاقة بين الاعلام ومفاهيم علم النفس المرضي، بإيضاح التزاوج بين ما هو نفسي عميق وما هو اجتماعي حضاري، وهي وسائل الاعلام بأنواعها. 
قلت له: شكراً لك دكتور.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168619
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29