• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مازِلنا في المُربَّع الأَوَّل، وصافِرة الحَكَم مازالت بِيَدِ الصَّدر! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

مازِلنا في المُربَّع الأَوَّل، وصافِرة الحَكَم مازالت بِيَدِ الصَّدر!

   *بعد مرور [٧] أَشهر على الإِنتخابات النيابيَّة الأَخيرة، مازلنا نقف في المُربَّع الأَوَّل، فبينما يسعى التيَّار لتشكيلِ حكومة [الأَغلبيَّة] لتجاوُز النمطيَّة يُصِرُّ [الإِطار] علىتشكيلِ حكومة المُحاصصة [النمطيَّة] المُتعارف عليها والمعمُول بها منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن.

   هذا يعني أَنَّ الخِلاف بينَ الفُرقاء هذهِ المرَّة هو خلافٌ في الرُّؤية والمشرُوع وإِن كانَ جذرهُ خلافٌ على السُّلطة والنُّفُوذ والإِمتيازات والحُصص، فضلاً عن الخَوف الذيينتاب بعض [القادة] من مواجهةِ القضاء بعد تشكيلِ الحكومةِ الجديدةِ بتُهم فسادٍ وجرائم قتلٍ وتجاوز على سيادةِ الدَّولةِ وهيبتها والتَّقصير في حمايةِ البلاد أَمامَ زحفِالإِرهابيِّين ليحتلُّوا وقتها نِصفَ الأَراضي العراقيَّة وما إِلى ذلكَ من التُّهم، ولهذا السَّبب فهُم يبحثُونَ عن حصانةٍ [قانونيَّةٍ] تحميهِم من كُلِّ أَنواع المُلاحقات القضائيَّة!.

   رُؤيةٌ تُصِرُّ على احترامِ نتائج الإِنتخاباتِ وأُخرى تتجاهلها!.

   *ما يُثيرُ الإِستغرب هو أَنَّ [المحكمة الإِتحاديَّة] تتعامل وكأَنَّها كُتلة سياسيَّة إِلى جانبِ بقيَّة الكُتل السياسيَّة الموجُودة!.

   فهيَ عرِفت كيفَ تُهندس الإِنسداد ولكنَّها عجزت عن فكِّ لغزهِ، فهل من المعقُول أَن في الدُّستور ما يُساعدها على خلقِ الإِنسداد وليسَ فيهِ ما يهدِيها لفكِّهِ؟!.

   ماذا لو استمرَّ الإِنسداد الحالي [٤] سنوات أُخرى مثلاً؟! هل صحيح أَنَّها عاجِزة عن إِيجادِ مخرجٍ دستوريٍّ وقانونيٍّ لهذهِ الحالةِ الغريبةِ والفريدةِ من نَوعِها في النُّظمالديمقراطيَّة في العالَم؟!.

   أَخشى أَن يكتشِفَ العراقيُّون يَوماً ما أَنَّها [المحكمة الإِتحاديَّة] كانت جُزءاً من اللُّعبة الحاليَّة، ووقتها ستنهار الدَّولة في ذهنهِم، لأَنَّ قيمة الدَّولة وهيبتَها وقوَّتها وثباتهابشيئَينِ؛ التَّعليم والقَضاء.

   فأَمَّا التَّعليمُ فبحمدِ الله فلقد غسَلنا أَيدينا منهُ، فهل نغسل أَيدينا من القضاءِ كذلك؟!.

   *تأسيساً على التَّقرير النَّهائي الذي أَصدرتهُ اللَّجنة النيابيَّة المُشكَّلة للتَّحقيقِ في القصفِ الصَّاروخي الذي تعرَّضت لهُ أَربيل مؤَخَّراً، فإِنَّ وصفَ ما حصلَ هو عُدوانٌإِيرانيٌّ سافر على الدَّولة العراقيَّة، لا يجوزُ التَّغاضي عنهُ أَو تجاهلهُ، إِذ يلزم على مجلس النوَّاب أَن يُتابع تنفيذ التَّفاصيل التي وردت في التَّقرير من خطواتٍ سياسيَّةٍوديبلوماسيَّةٍ.

   علماً بأَنَّ التَّقرير وقَّع عليهِ [٦] من زُعماء الكُتل النيابيَّة مِنهم [دَولة القانُون] و [الفَتح].

   إِنَّ مُتابعة البرلمان لهذا الملفِّ مع الحكُومة يحمي مصداقيَّة مؤَسَّسات الدَّولة أَوَّلاً وقبلَ كُلِّ شيءٍ، فيما يطعَن التَّغاضي والتَّراخي في متابعتهِ بمصداقيَّتها وبالتَّالييُضعف ثقة الشَّارع بها، فيما سيترُك البابَ مفتوحاً لتكرارِ الإِعتداءاتِ السَّافرة التي يتعرَّض لها العراق بينَ الفَينةِ والأُخرى سواءً من قِبَلِ دُول الجِوار ووكلائِها أَو من قِبَلِغَيرهِم.

   *إِنَّ ما يتعرَّض لهُ شيعة أَفغانستان من إِعتداءاتٍ على يدِ الجماعات الإِرهابيَّةِ المحميَّة بسُلطة [طالبان] الإِرهابيَّة، فضحَ مَواقف بعض [زُعماء شيعة السُّلطة] الذيناطمأَنُّوا عندما سلَّمت الولايات المُتَّحدة الأَميركيَّة السُّلطة لها بعد مرُورِ عقدَينِ من إِسقاطِها وإِزاحتِها عام ٢٠٠٢.

   خلال العقدَينِ كان الشِّيعة يشتركُون بنسبةِ الـ [١/٣] في كُلِّ مُؤَسَّسات الدَّولة، وهي نسبتهُم السُّكَّانيَّة في الأُمَّة الأَفغانيَّة، وهي كذلكَ نتيجة طبيعيَّة لجهُودهِموتضحياتهِم في عمليَّةِ بناءِ أَفغانستان جديدة.

   ويذكر وزير الخارجيَّة الإِيراني السيِّد جواد ظريف في مذكَّراتهِ [سعادة السَّفير] أَنَّ بلادهِ تعاونت معَ واشنطُن لإِسقاطِ حكومةِ [طالبان] وتشكيلِ الدَّولة الجديدة ما بعدَالغزو الأَميركي من أَجلِ حمايةِ حقُوقِ [شيعة أَفغانستان]!.

   إِلَّا أَنَّهم اليَوم فقدُوا كُلَّ شيءٍ في دَولة [طالبان] فيما باتُوا حاليّاً بينَ نارَينِ، نار السُّلطة الإِرهابيَّة التي تواجههُم بخلفيَّتها التَّكفيريَّة المُتطرِّفة، ونار جماعات العُنفوالإِرهاب التكفيريَّة المُتزمِّتة هي الأُخرى.

  *بإِزاء جرائم الحرب التي ترتكبها التَّحالُفات الدوليَّة والإِقليميَّة في العراقِ مثلاً أَو اليمن وسوريا، فليسَ بالإِمكان أَن ننتظرَ من الحكُومات مُلاحقتها في المُؤَسَّساتالحقوقيَّة الدوليَّة، لأَنَّها جزءٌ من منظُومة [الظُّلم والغطرسة] وهي جزءٌ من السِّياسات التي تُنتج الجرائِم، ولذلكَ نلاحظ أَنَّها تكتفي بالإِدانةِ والرَّفض [الإِعلامي] ورُبمابتشديدِ لُغةِ الإِستنكارِ والرَّفضِ!.

   إِنَّما المسؤُوليَّة تقع على مُنظَّمات المُجتمع المدني والحقوقيَّة تحديداً لتنظيمِ ملفَّاتِ هذهِ الجرائم مشفوعةً وموثَّقةً بالأَدلَّةِ والأَرقام والإِحصائيَّات والصُّور والأَفلام لمُتابعتِهافي المنظَّمات الدَّوليَّة لتجريمِ مُرتكبيها من أَجلِ أَن لا يفلتَ أَحدٌ من العقابِ، ولتعويضِ الضَّحايا.    

   *النِّظام السِّياسي عندنا لا يُساعد على بناءِ دَولة المُواطنة، بل أَنَّهُ ساهمَ في تعميقِ الإِنقسامِ المُجتمعي بشكلٍ مُخيفٍ، كما أَنَّهُ دمَّرَ الولاء الوطني لصالح الولاء لـ[الغُرباء] ولذلكَ يلزَم على مُنظَّمات المُجتمع المدني والمُفكِّرين وأَصحاب الأَقلام الحُرَّة أَن يتحمَّلُوا المسؤُوليَّة لإِشاعةِ ثقافةِ المُواطنة وترسيخِ الولاءِ الوطني ونسف كُلَّ مساعي[العِصابة الحاكِمة] التي تُريد أَن توسِّع الشَّرخ بين المُكوِّنات والطَّوائف لتعتاشَ عليها وتوسِّع نفوذَها وسُلطتها وتحمي امتيازاتِها وتتستَّر على فسادَها وفشلَها علىحسابِ مفاهيمَ إِستراتيجيَّةٍ مثل الدَّولة والمُؤَسَّسات والمُواطنة والتَّعايش والتعدديَّة وغيرِها، ومن خلالِ التلفُّعِ بالمُقدَّس، وعلى رأسهِ العناوين الدينيَّةِ والمذهبيَّةِ، وذرفِ دمُوعِالتَّماسيحِ على تضحياتٍ تاريخيَّةٍ سحقوها بأَنفُسهِم قبلَ غَيرهم!.

   ٨ مايس [أَيَّار] ٢٠٢٢




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168233
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28